العربية

تعالت أصوات طبول الحرب التي تقرع منذ فترة على الحدود الروسية الأوكرانية، خلال الساعات الماضية، مع إعلان واشنطن مساء أمس أنها سترسل تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية لطمأنة حلفائها.

ليأتي الرد الروسي عبر مزيد من التعزيزدات الحدودية. فقد أظهرت لقطات جديدة استنفارا أمنيا على الحدود. وبينت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية إقامة خيام وملاجئ للقوات العسكرية بالقرب من حدود أوكرانيا، ما قد يشير إلى زيادة "مستوى الاستعداد العام" للجيش الروسي.

تدريبات بالذخيرة الحيةخيام وملاجئ جديدة للعسكر

وفي التفاصيل، أظهرت إحدى الصور التي التقطت في الأول من الشهر الجاري (فبراير 2022) تشييد خيام وملاجئ جديدة للعسكر، أي ما يشبه المنطقة السكنية الكاملة، إلى جانب مركبات عسكرية نشرت في وقت سابق في نوفوزيرنوي، في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.

ما قد يشير إلى زيادة "مستوى الاستعداد العام" بحسب تحليل أجرته شركة Maxar Technologies (مقرها كولورادو) والتي نشر الصور يوم الأربعاء، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

إلى ذلك، أظهر اللقطات أيضاً نشر أسلحة عبر الحدود الأوكرانية في بيلاروسيا، بما في ذلك أنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى (إسكندر )، بالإضافة إلى تدريبات محلية في مواقع متعددة.

كما ظهرت علامات تدريبات بالذخيرة الحية، في منطقة تدريب Persianovsky في غرب روسيا، إذ رصد العديد من الحفر الجديدة بنيران المدفعية.

تطويق الحدود

يشار إلى أن تلك التدريبات، فضلا عن الخيام أو الملاجئ تضاف إلى حوالي 130 ألف جندي حشدتهم موسكو خلال الأيام الماضية على الحدود الأوكرانية.

لتطوق قواتها ودباباتها ومدفعيتها الثقيلة بهذا الانتشار، الحدود من الشمال والشرق والجنوب، وفقا لمعلومات حصل عليها مسؤولون أوكرانيون وغربيون، فضلا عن محللين عسكريين مستقلين وصور الأقمار الصناعية.

"خطوة أميركية مدمرة"

في المقابل يتوقع أن ترسل الولايات المتحدة ثلاثة آلاف عسكري إضافي إلى أوروبا الشرقية لحماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "من أيّ عدوان"، وفق ما أعلنت أمس، في خطوة اعتبرتها روسيا، المتّهمة من الغرب بالتحضير لغزو جارتها أوكرانيا، "مدمّرة".

ويضاف هؤلاء العسكريون الثلاثة آلاف إلى 8500 عسكري وضعتهم الولايات المتّحدة في نهاية كانون الثاني/يناير في حال تأهّب استعداداً لنشرهم على وجه السرعة في قوة التدخّل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي إذا ما اقتضى الوضع ذلك.

نزع فتيل الأزمة

أمام هذا المشهد التصعيدي على الأرض، كثّف قادة دول حلف شمال الأطلسي جهودهم الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة أوكرانيا.

بدورها أعلنت فرنسا أن رئيسها إيمانويل ماكرون قد يزور موسكو قريبا، من أجل تخفيف التوتر غير المسبوق بين الكرملين والغرب.

يذكر أنه منذ نهاية 2021، تتوالى الاتهامات لروسيا بحشد ما يصل إلى مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم أو غزو.

لكنّ موسكو تنفي أيّ مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسّع الحلف شرقًا، ما يرفضه الأخير.

صراع قديم

إلا أن الصراع بين كييف وموسكو تعود جذوره إلى سنوات مضت، إذ انطلق منذ العام 2014، حين شهد الشرق الأوكراني حربا بين القوات الأوكرانية، وانفصاليين موالين لروسيا، اتهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا. وفي العام نفسه، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتشعل مزيدا من التوتر بين الطرفين.

ويعتبر الملف الأوكراني، بمثابة "الشوكة" في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرارا تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.