«معقولة تشتي بي آب «أغسطس» وتثلج عالدنيي كلى، ومعقول يزهر أيلول «سبتمبر»!!» هذا مطلع موّال غناه وائل كفوري لعيون حبيبته عام 1994.

مدخل الأغنية وإن كان مجازياً إلى حد الجنون ولكن الآن أصبح واقعاً محتوماً، وهذا إن دلّ فإنه ينذر بأن قانون الطبيعة أصبح يدور في فلك غير طبيعي ومألوف. وما نشهده من أمطار وأعاصير وفيضانات في دول الخليج عز الصيف أكبر دليل، وشح الأنهار في دول أوروبا الغنية بالماء والخضرة على مد البصر مرأى للناظرين.

أنهار أوروبا تتبخر، الأمر الذي من شأنه أن يهدد اقتصاد قارة بأكملها من خلال تعطيل الملاحة البحرية وارتفاع تكاليف الشحن البري خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز وانخفاض نسبة المحاصيل الزراعية وأيضاً ارتفاع نسبة الاكتظاظ السكاني الناجم عن الحروب المتفرقة. أزمة تنعكس تداعياتها على العالم أجمع. فأزمة المياه التي ذكرها الدكتور الراحل صالح العجيري خلال لقاء معه لصحيفة «الوطن» عام 2005، بأنها ستحل في عام 2024 ها هي تلوّح لنا من بعيد وهذا الأمر طبعاً مخيف. خاصة عندما نعلم بأن أكثر من مئة بلدة في فرنسا لم يعد لديها حالياً ماء للشرب. ومكتب الأرصاد الجوية البريطانية ذكر بأن بريطانيا هذا العام سجلت أدنى مستوى أمطار منذ عام 1999. وهولندا تدرس إمكانية إعادة شرب الماء المُعالج. في لندن تم إصدار مرسوم يحظر اعتباراً من الجمعة الماضي في بعض المناطق ري الحدائق أو غسل السيارات أو ملء أحواض السباحة.

أزمة عالمية تفوق قوة كورونا (كوفيد19) الفيروس الخارق وتهديدات تتعدى قوة الإنسان البشري وتفوقه والذي صنّع البارود والرصاص وأضرم النيران في البشر والحجر وأنشأ المصانع وبالمدافع دمرها وأكثر من ذلك أنه إلى القمر وصل. أمور كثيرة لا يمكن الاستهانة بها ولابد من وضع الخطط الاستراتيجية على مستوى رفيع من الحكومات والعمل على تنفيذها في أسرع وقت ممكن وذلك تجنباً لأي عواقب لا يمكن إدراكها.. وعلينا ـ نحن المواطنين ـ أن نكون خير حليف ونحافظ على هذا المنتج الغالي والنفيس «الماء».