أميرة صليبيخ



كنت في زيارة لإحدى المكتبات المعروفة منذ أيام، على أمل أن أعثر على كتاب يحفز شهيتي نحو القراءة، ويعيد لي شغفي تجاه الحياة. قضيت أكثر من ساعة مع صديقتي أجول في الممرات ذاتها وأتفحص الكتب ذاتها وأنا أشعر بمرارة غريبة لأن العناوين مُكررة والمحتوى معاد تدويره من كتب أخرى، أما الروايات الخليجية فتثير الشفقة والسقم، بدءاً من العناوين السطحية وانتهاء بالأغلفة المبهرجة التي تتوسلك أن تشتريها، ناهيك عن ضحالة محتواها، إلا من رحم ربي. لذلك التزمت كعادتي بالجزء الآمن والأحب لقلبي: قسم الروايات المترجمة.

في تلك الأثناء، كانت صديقتي تبحث عن كتاب يلهمها في مجال التسويق الرقمي، وآخر في التنمية البشرية. بحثت معها عن كتاب يقدم مادة مميزة، ولكن لم يلفت نظري أي كتاب، فخرجنا من المكتبة خائبين.

لطالما آمنت، أن المكتبة أفضل من أي مركزٍ علاجي وأمتع برنامج ترفيهي. وعلى مدى السنوات، اختبرت فاعلية أن تتجول فيها لتخفف شعورك بالضغط والأسى وأحياناً الوحدة. ومع الوقت لم يعد يهمني شيء طالما كان معي كتاب جيد يُلهي عقلي عن مصائب قلبي!

فكل ما عليك فعله عندما تمر بتجربة سيئة هو أن تختار الكتاب الجيد ليكون رفيق المرحلة. فإن كنت تبحث عن الحلول لتجاوز أزماتك المالية أو النفسية أو العاطفية، أو كنت تحاول خسارة الوزن، أو اكتساب مهارة جديدة، أو الحصول على أعلى مستوى من الصفاء الذهني والتركيز، وإن كنت تنوي تحسين لغتك أو تفعيل قدراتك العقلية أو تسعى للارتقاء الروحي أو الوظيفي، أو ترغب عيش مغامرة مجنونة برفقة بطل إحدى الروايات، وغيرها.. كل ذلك ستجده في الكتب.

لا تبحث عن يد تطبطب على قلبك أو تمتد لمساعدتك دائماً، لأن حياتك هي مسؤوليتك أنت وحدك، وخير معين لك في ذلك هو الكتاب.

لماذا الكتب هي المنقذ؟ لأنها في كثير من الأحيان تختصر سنوات من المعاناة من خلال نقل تجارب الآخرين واستعراض من خبراتهم في مواقف مماثلة. فجميعنا نتشابه بصورة أو بأخرى ونملك المشاعر ذاتها. فالعامل الآسيوي الذي يعاني الاكتئاب مثلاً بسبب خسارة عمله يحمل ذات الشعور الذي يحمله قلب تاجر خسر أمواله في بلد آخر. توّحدنا المشاعر وتجعل تجاربنا الإنسانية متقاربة.

لذا في المرة القادمة التي تشعر فيها بسوء، لا تتردد في زيارة المكتبة، وإن وجدت نفسك عاجزاً عن ذلك فعليك بأفضل كتاب على وجه الأرض واسمه: كتاب الله.