بسمة عبدالله



الفشل خطوة على طريق النجاح. إلى كل طالب لم يحالفه النجاح، أو لم يتمكن من تحقيق التفوق بنيل المجموع المطلوب الذي يؤهله اختيار التخصص الذي طالما تمناه وحلُم به منذ أن كان صغيراً وحتى أصبح شاباً يافعاً، ربما يؤدي هذا الأمر إلى شعوره بنوع من الإحباط وخيبة الأمل وبالتالي الركون للكسل واليأس والتقاعس عن العمل والاجتهاد والاستسلام للأمر الواقع، وهنا يكمن الخطأ.

رؤية الفشل من زاوية أخرى تربية إيجابية نربي عليها الأجيال منذ نعومة أظافرهم، فالحياة لا تقدم لنا ما نريده على طبق من ذهب، وحتى نتجرع العسل لابد من الصبر على لسع النحل.

عندما يفشل الفرد في تحقيق هدف ما في حياته أو يتعرض إلى إخفاقات تحول بينه وبين تحقيق أحلامه من المهم جداً أن لا يترك اليأس يتسرب إلى نفسه، ويتخذ من ذلك الفشل دافعاً للنجاح متحدياً جميع الصعوبات التي تواجهه متقبلاً جميع النتائج برحابة صدر وامتنان على ما كتبه له الخالق طالما أنه بذل ما بوسعه من جد واجتهاد ومثابرة. «وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم».

تقبل الفشل خطوة على طريق النجاح، وأن النجاح ما هو إلا إخفاقات متكررة وفشل يتلوه فشل حتى نصل إلى تحقيق أهدافنا وما نصبو إليه من أحلام بالإيمان بقدراتنا الذاتية والعمل على تنميتها أمر في غاية الأهمية، ولنا في العلماء والمكتشفين الذين سبقونا عظة وعبرة، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يصل توماس أديسون مخترع «المصباح» والذي اعتبره المدرسون طفلاً غير قابل للتعلم، ولم يتعلم في المدرسة سوى 3 أشهر فقط، وقال عنه مدير المدرسة إنه طفل بليد متخلف عقلياً لا يمكنه مواصلة الدراسة في المدرسة، قامت والدته بمهمة تنشئته وتربيته وتعليمه بنفسها.

استطاع ذلك الطالب الذي قالوا عنه بليداً ومتخلفاً أن ينير لنا الدنيا وأن تنعم البشرية باختراعه إلى هذا اليوم، وغيره الكثير من العظماء والمخترعين الذين واجهوا الفشل بالتحدي حتى وصلوا إلى النجاح الذي يبهر الجميع بإصرارهم وعدم استسلامهم. ختاماً..

نبارك لأبنائنا الطلبة الناجحين والمتفوقين على اختلاف مراحلهم الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية متمنين لهم التوفيق في حياتهم المقبلة وحظاً أوفر لمن لم يحالفهم النجاح.