مساء يوم الأربعاء الموافق 15-5-2019، بث تلفزيون البحرين على القناة الأولى، ما مفاده مايلي:- «الملك يرأس اجتماعاً مشتركاً لمجلسي الوزراء والأعلى للدفاع»، وجاء فيه أيضاً، «أي محاولة لإثارة الفتنة أو شق الصف، ستواجه بكل حزم».

وفي صباح الخميس الموافق 16-5-2019، نقلت لنا جريدة الوطن الغراء، هذا الخبر في صفحتها الأولى موجزاً، وفي الصفحة الثانية بأكثر وضوحاً، منوهة أهمية هذا الاجتماع الذي عقد في قصر الصخير، وجاء في السطور العريضة قول جلالة الملك المفدى: «المملكة جاهزة ولديها كل القدرة للتعامل مع ما يهدد أمنها واستقرارها، والأوضاع في البحرين مستقرة ومبشرة وباعثة للتفاؤل، واحتياجات المواطنين ستكون متوافرة في مختلف الظروف».

إذن أهمية هذا الاجتماع المهم يأتي ليفيدنا نحن المواطنين، أن الأوضاع قيد السيطرة، والمطلوب منا جميعاً عدم استسقاء الأخبار من غير وسائل الإعلام الرسمية، وتلك المعروف عنها حب الوطن والإخلاص له ولمواطنيه، والإيمان الراسخ بأن حكامنا شغلهم الشاغل الأمن والاستقرار والعيش الكريم، وتلاحم النسيج البحريني، ووقوفه خلف حكامه بصلابة وتضحية، لتدوم النعم لنا وللأجيال القادمة.

الحقيقة أن الأجواء ملبدة بنذر، أقولها بصراحة خطيرة، قد تعرض المنطقة التي نعيش فيها، لمواجهة عسكرية تقودها أمريكا، وحلفاؤها المتضررين من تطرف إيران، وتمويلها لعملائها خاصة في الوطن العربي، تمويلها بالآلات الحرب الحديثة والأموال، لزعزعة الأوطان العربية خاصة، وكان من واجب حكومة طهران، أن توظف أموالها لبناء بلادها، وتوفير الغذاء والوظائف لأبنائها، وبناء علاقات ودية مع جيرانها ودول العالم.

والدليل على سير طهران في الاتجاه المعاكس، تعرض سفن إماراتية وناقلات نفط سعودية، ومعامل استراتيجية صناعية للبترول في السعودية، لهجمات طائرات بلا طيارين، كل ذلك يعد عدواناً سافراً على أشقائنا وإخواننا في مجلس التعاون الخليجي للدول العربية، مما يستدعي الأمر منا الوقوف إلى جانب الشقيقتين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأن نعد هذا الاعتداء علينا، وأن نعد العدة، والتصريح الواضح أن ذلك العدوان المرفوض، يجعلنا في خندق واحد مع أشقائنا، سلماً إذا فادت الوسائل الدبلوماسية وواسطة دعاة السلام في العالم، أو مواجهة العدوان بالدفاع عن النفس، وهذا حق تؤيده القوانين والمواثيق الدولية، التي وضعتها الأمم المتحدة من بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945.

إن إشعال نار الحرب من قبل دولة معتدية في حاضرنا المعاش، ليست كالحروب ما قبل الحرب العالمية الثانية، إذ إن المتحاربين سابقاً يتلاقون في ساحة المعركة بعيداً عن المدن والتجمع البشري، ويستسلم المهزوم وتؤول الغنائم للمنتصر ويؤسر من يؤسر، الحروب الحديثة تدك المدن على من فيها، وتدمر البنى التحتية والمصانع الحربية والمدنية بمقذوفات برية وبحرية وجوية من بُعد، وسرعة خاطفة ومدمرة، قد تترك آثاراً سيئة لا تُنسى، ووصمة عار في جبين من أوقد ناراً للحرب، فهل تعود حكومة طهران إلى عقلها إن كان لديها عقل؟..، إنني أدعو للسلام والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم.

* ناشط اجتماعي، ومؤسس نادي اللؤلؤ سابقاً، وعضو مجلس بلدي سابق