دبي - (العربية نت): انطلقت، فجر الخميس، مسيرة "عزل" الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد تصويت الأغلبية في مجلس النواب على اتهامه رسمياً بإساءة استخدام سلطات منصبه وعرقلة عمل الكونغرس. وبهذا أصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، ثالث رئيس أمريكي تتم مساءلته.

فبموافقة مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون على بندين لمساءلة ترامب في تصويت تم على أساس حزبي بالكامل تقريباً، أصبح الطريق ممهداً لمحاكمة تعقد الشهر المقبل في مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، والذي سيكون ساحة أكثر وداً تجاه ترامب، لتحديد إن كان ينبغي إدانته وعزله من منصبه، أم لا.

إلا أن كأس "المرارة" التي تجرعها ترامب، الخميس، سبقه إليها 3 رؤساء، فمن هم؟



أول من افتتح تلك المساءلة كان أندرو جونسون عام 1868، الذي تولى منصبه بعد أبراهام لينكولن، أما السبب فكان إقالته لوزير الحرب إدوين ستانتون.

وفي حين صوت مجلس النواب على مساءلته، في 24 فبراير 1868، برأه مجلس الشيوخ لاحقاً بعد أسابيع من المحاكمة.

أما الرئيس الثاني فكان ريتشارد نيكسون، وذلك على خلفية قضية التجسس الشهيرة التي عرفت في حينه بـ "ووتر غيت"، وشغلت الرأي العام الأمريكي والعالمي على السواء.

لكن نيكسون الذي انتخب عام 1973 لفترة رئاسية ثانية استقال قبل أن يصوت مجلس النواب على مساءلته.

وأخيراً، حظي الرئيس بيل كلينتون أيضاً بنصيبه من إجراءات المساءلة، وذلك على خلفية استغلال منصب "حاكم ولاية أركنسو" بداية للحصول على قرض مصرفي، ثم تتالت الاتهامات لكلينتون، من قضية تحرش، إلى إقامة علاقة مع متدربة بالبيت الأبيض في ما عرف حينها بقضية مونيكا لوينسكي الشهيرة.

وأطلق مجلس النواب إجراءات مساءلته عام 1998، وأقر عزله، إلا أن الاتهام سقط بدوره على أدراج مجلس الشيوخ.

أما ترامب المنضم حديثاً إلى "فريق العزل"، فيبدو أن مجلس الشيوخ سيقف بدوره عازلاً أمام استكمال تلك القضية أو المحاكمة، التي يصفها الرئيس بالمهزلة، وبخطوة الديمقراطيين الحاقدين.

وفي لقاء جماهيري في إطار حملة الدعاية الرامية لإعادة انتخابه في ولاية ميشيجان في الوقت نفسه الذي كان مجلس النواب يصوت فيه على محاكمته قال ترامب "هذه المساءلة المتحيزة التي لا صلة لها بالقانون مسيرة انتحار سياسي للحزب الديمقراطي".

ففي ولاية ميشيجان، التي كان لها دور في فوزه في الانتخابات عام 2016 وسيكون التصويت فيها حاسما في نوفمبر المقبل، عبر ترامب عن شعوره بالفخر لوقوف الجمهوريين في مجلس النواب متحدين في معارضة المساءلة ولأن ثلاثة من الديمقراطيين اعترضوا على مساءلته.

إلى ذلك، قال إن نانسي بيلوسي، رئيس مجلس النواب والديمقراطيين نالوا "علامة خزي أبدية". وأضاف أن عشرات الملايين سيخرجون العام المقبل لإنهاء سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب والتصويت على "طرد بيلوسي من منصبها".

كما قال عن الديمقراطيين "هم الذين يجب مساءلتهم، كل واحد فيهم".