يجمع أغلب المفكرين والعلماء في مجال الوعي الإنساني على أن الكون قائم على نظام المفاتيح والشفرات، وأن ثمة قوانين تحكم هذا الكون، وأن تطبيق تلك القوانين يكفل تحقيق مجموعة من النتائج الحتمية لتطبيقه. إن المشتغلين في الحقول العلمية يدركون ذلك بلا شك، وكيف أن النظريات العلمية والمعادلات تحقق نتيجة معينة تتناسب مع المعطيات الأولية لها. ورغم أننا نحتفي في عصرنا بثورة معرفية كبرى على عدد كبير من الأصعدة، إلاّ أن تلك المعرفة وإن حققنا فيها قفزات نوعية مؤخراً، لم تكن نتاجاً أصيلاً للفكر المعاصر وحسب، فالأمم السابقة لنا أسهمت على نحو بارز في إرساء قواعد العلوم وتأسيسها وكشف كثير من الأسرار الكونية من حولنا.

ومن بين هذه الأسرار العظيمة التي اكتشفتها الحضارات من قبلنا، سبعة أسرار/قوانين كونية لدى الفراعنة، ولو راجعنا القوانين التي يرتكز عليها المفكرين في العلم الإنساني لوجدنا الأسرار السبعة تلك من بين القوانين التي أعيد إحياؤها وتطبيقها للوصول إلى نتائج فاعلة في الحياة. ورغم أن حياة الفراعنة وما تحقق في زمانهم من إنجازات عظيمة أبرزها الأهرامات التي ما زالت تعد من أسرار العالم الكبرى، إلاّ أن فهم أنماط التفكير والأسس العلمية التي بنى عليها الفراعنة حياتهم ومنجزاتهم قد تقودنا إلى ثورة مغايرة تماماً في حياتنا، ولعلها تمنحنا مفاتيح خاصة لتحقيق منجزات عظيمة غابت عن البشرية لقرون من بعدهم.

«قانون الفكرة، قانون التطابق، قانون الذبذبات، قانون القطبية، قانون الإيقاع، قانون السبب والنتيجة، قانون الجنس»، تلك عناوين القوانين السرية السبعة لدى الفراعنة، ولكل منها أسرار وشروحات وتطبيقات خاصة لفك شفرتها وفهم كيف يمكن اعتمالها في الكون، غير أن المجال لا يتسع للتفصيل فيها في مقال مقتضب، ما يجعلني أدعو القارئ الكريم إلى رحلة عميقة لسبر أسرار تلك القوانين وفهمها في المقالات القادمة إن شاء الله.

لعل اكتشاف بعض المفكرين لتلك الأسرار والاهتمام فيها، ومحاولة بحثها وتفنيدها، ومن ثم العمل بها، مع ملاحظة نتائجها على كثير منهم، وكيف أن حياتهم قد تغيرت فعلياً على عدد من الأصعدة وحققوا نجاحات مميزة في رحلة وعيهم الممتدة، يجعلنا نبدو أكثر حماسة لمحاولة فهم تلك الأسرار وكيف تعمل، ولا أعني بذلك الأسرار الفرعونية السبعة وحدها، بل البحث في معارف الحضارات القديمة وما توصلت إليه من أسرار كونية.

* اختلاج النبض:

نحن في زمن تتسع فيه المعرفة العامة ويقل فيه العلم أو يتراجع، ولكي نضمن تحقيق نهضة إنسانية جديدة -لاسيما في مرحلة ما بعد انتفاضة الأرض «في أزمة كورونا»- لعلنا نحتاج لاستخدام الأدوات المعرفية التي استخدمها الناس في أزمنة الاكتشافات الكونية المذهلة، وأعني بالأدوات الفلسفة والحكمة والتأمل، لنكمل المسير في فهم عالمنا على نحو عميق من الداخل وكيف يمكننا التفاعل معه على نحو مثمر.