رسالة نوجهها لكل من سمع الادعاءات الإيرانية الأخيرة بأن الكويت والبحرين جزء من إيران وصمت، ولكل من ينتظر من إيران تنظر له بعين العطف ومن أجل حلمه بالمدد الإيراني أو منتظر أن تفوق إيران من صدماتها المتتالية وتتفرغ له، أن يمعن النظر بالتحولات الدولية التي كانت تمد إيران بالقوة ويعود لصوابه ويتذكر أنه بحريني عربي خليجي.

فالخطوة الألمانية الأخيرة بإعلان «حزب الله» منظمة إرهابية بجناحيه العسكري والسياسي، ثم منع السلطات الألمانية للمسيرة الإيرانية السنوية، تعد تحولاً عظيماً في العلاقات الأوروبية الإيرانية، إذ إن ألمانيا ليست أي حلقة بالتمدد الإيراني، بل تعتبر ألمانيا الرئة التي تتنفس منها إيران أوروبياً.

علاقة ألمانيا بإيران قوية وتمتد إلى ما قبل عهد الملالي فالعقود التجاربة بينهم طويلة الأمد وتشمل قطاعات صناعية كثيرة لذلك وجد «حزب الله» اللبناني -الذراع الإيراني الإرهابي- مساحة تحرك مريحة وكافية داخل الأراضي الألمانية ينطلق منها إلى أرجاء العالم، يغسل أمواله ويشبك علاقته الدولية من هناك، ويلتقي بقيادات المليشيات الإرهابية العربية وينطلق من هناك بعمليات إرهابية نوعية داخل الأراضي العربية.

نجحت إيران بتشبيك علاقتها داخل السلطات التشريعية والبرلمانية ومع الاتحاد الأوروبي بفضل تلك العلاقة الألمانية المميزة، ووجدت كل الجماعات الإرهابية التي ترعاها إيران ومنها جماعات البحرين الحرية الكافية داخل الأراضي الألمانية بفضل هذه المساحة المتروكة لحزب الله.

لذلك حين تعلن ألمانيا أن حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي منظمة إرهابية فإن ذلك ضربة قاصمة لإيران ومليشياتها قد حدثت وبالأخص لعملاء وخدم إيران من البحرينيين.

لقد كانت المراكز الثقافية التابعة لحزب الله مقرات للالتقاء والتخطيط وحساباتها البنكية كانت للتحويلات المالية لتلك الجماعات التي كانت تتسكع في ألمانيا منتظرة أن تلقي إيران لها فتات المساعدات وتنقل لها تعليمات القيادة.

كانت ألمانيا باختصار واحدة من أهم حلقات الوصل بين إيران وبين مليشياتها الإرهابية الناشطة في الدول العربية.

القرار لم يظهر فجأة فالمعلومات الاستخباراتية الغربية أبلغت السلطات الألمانية أن إيران تنوي أن تنقل جزءاً من عملياتها إلى الأراضي الأوروبية انطلاقاً من ألمانيا، وكانت هناك محاولات عديدة من قبل لإصدار مثل هذا القرار ولكن الصراعات في الداخل الألماني بين الأحزاب أجلت هذا القرار أكثر من مرة إما اليوم فتغلب الرأي الجازم باعتبار حزب الله منظمة إرهابية لذلك تبع استصدار القرار بشكل فوري مداهمات المراكز والمقرات لأن جميعها مرصودة ومحددة ومعروف حتى حجم التداولات المالية لهذا الحزب عن طريق ألمانيا.

«و في خطوة متوقعة إلى حد كبير منذ ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية الخميس عن حظر مجمل أنشطة جماعة حزب الله في لبنان المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية.

كما داهمت الشرطة 4 جمعيات تشرف على مساجد في مدن دورتموند، ومونستر، وبريمن والعاصمة برلين، تعتقد أنها مقربة من الجماعة.

ويقدر مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصاً في ألمانيا هم أعضاء في حزب الله من بينهم 250 في العاصمة برلين». (البي بي سي).

الضربة تعتبر موجهة لإيران مباشرة وستمتد آثارها للعديد من الأذرع الإيرانية في أوروبا بعدما لحقت ألمانيا بالقرار البريطاني بتجميد أصول حزب الله واعتباره منظمة إرهابية.

هذه (بركات) الأحزاب اليمينية الغربية التي تتعامل بنظرة واقعية لا مثالية رومانسية وهمية كاليسار المتحالف مع الجماعات الإرهابية العربية ظناً منه أنها تمثل الشعوب كالإخوان المسلمين وكالميليشيات الممولة من إيران!!

فإلى كل الحالمين بالنصر الإيراني والمدد الإيراني امعنوا النظر فيما يجري حولكم.