أسوأ القصص التي عشتها، هي تلك التي لا معنى لها. كانت خليطاً من التخبط مع هدر كبير للوقت. مواقف لم أكن أفهم لماذا أنا وسطها. وأشخاص لا أجد قاسماً مشتركاً بيني وبينهم. وأحداث لا علاقة لي بها غير أني جزء منها. وسؤال كبير يقف شاهداً في وجهك: ما معنى كل هذا؟ الجواب: لا شيء!!

من الطبيعي أن يتورط المرء في بعض القصص التي لا معنى لها. ولكن ثمة من يشعر أن كثيراً من تفاصيل حياته لا معنى لها. أن تكون الحياة بلا معنى، أن تكون بلا غاية. أن تستيقظ صباح كل يوم لتنتظر فقط حلول المساء. أن تخرج للعمل وأنت تشعر باغتراب عن المكان ونفور من الزملاء. أن تتعامل مع يومك بوصفه ساعات تقضيها فقط. إنه شعور مخدر بالهدوء الذي لا عاصفة بعده ولا ربيع ولا زخات مطر. نمط من الحياة سيتراجع فيها الرضا عن الذات والقدرة على الإنتاجية.

لماذا نقع في شرك الإحساس بأن الحياة لا معنى لها؟ إنه فخ ننجرف إليه نتيجة الخيبات المتكررة، أو نتيجة العجز عن صنع معنى ذاتي للحياة. لذلك، ومن يتعين على الإنسان معرفة ذاته أولاً وتعريفها: من هو؟ ماذا يحب؟ بماذا يرغب؟ ماذا يرفض؟ ثم تفسير محيطه: لماذا يعمل في هذا المكان؟ من هم عائلته وأصدقاؤه؟ ما قيمتهم في حياته؟ ماذا عليه أن يضيف لحياته، ومِمَ عليه التخلص؟

الأسئلة السابقة وغيرها، ستقود المرء لبناء غاية لحياته، ومن ثم يصبح كل شيء عنده له معنى، بالتالي يمكنه أن يتخلى عن كل ما ليس له معنى. أن يكون للحياة معنى، أي أن يوجد الشغف في حياتنا، والمتعة وانتظار كل ما هو جميل. إنه شعور يجعل للحياة قيمة، ويجعل للعمل والترفيه والإنجاز والألم دلالة في سيرورة الحياة.

حين بدأت أسأل نفسي عن الغاية والجدوى من كل مشروع ألتحق به، أو أي علاقة أرتبط بها مع الأشخاص، بدأت تتناقص القصص التي لا معنى لها في حياتي، والتي أجد نفسي متورطة بها.