الطريقة المعتمدة عند أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» هي تكليف عدد من الأشخاص بالسير في طريق داخلي بإحدى القرى وهم يحملون لافتات تتضمن شعارات مناوئة، والتقاط صور لهم من الخلف ثم نشرها مع خبر بعدد من المواقع الإلكترونية وبث الخبر عبر الفضائيات السوسة وتضمينه التقارير الإخبارية التي يتم إعدادها من قبل فريق متخصص، كي يقال إن «مظاهرة حاشدة» خرجت في البلاد احتجاجاً على أمر ما، وإن وزارة الداخلية تعاملت معها بقسوة، وإن «الحراك مستمر حتى تحقيق الأهداف».

لكن لأنه لم يعد في العالم اليوم من يمكنه أن يقتنع بصحة صور كالتي يقوم أولئك بنشرها عبر تلك المواقع والفضائيات – وهذا يشمل المنظمات الحقوقية التي لم تعد تقبل شراء هذه البضاعة – لذا صار عليهم أن يفكروا في ابتداع طرق أخرى.. احتراماً لعقول المتلقين، ولكي لا يفلت منهم من لا يزال يثق فيهم ويعتقد أن ما يقومون بنشره وبثه صحيح.

الاستمرار في نشر وبث مثل تلك الأخبار تدفع إلى عدم التردد عن القول بأن أولئك صاروا يكتفون بإحداث تعديلات بسيطة على الصور القديمة وإجراء تغيير في محتوى اللافتات المرفوعة بواسطة جهاز الكمبيوتر لتتناسب مع «الفعالية»، والغالب أن هذا الأمر صحيح، فالصور التي يتم نشرها وبثها تتكرر ولا يتغير فيها سوى محتوى اللافتات.

إن لم يكن الأمر حقيقياً فلا قيمة له، والصدق إن جرح فلن يعود لديهم من يمكنه أن يصدق ما ينشرون ويبثون، وسيخسرون الكثير. نشر وبث الأخبار المفبركة أو المبالغ فيها لا يخدمهم ولا يشبع من جوع، لهذا فإن التوقف عن ممارسة هذا الأسلوب غنيمة ينبغي أن يسعوا إلى الظفر بها. أما الغنيمة الأكبر فهي ابتعادهم عن الشعارات التي لا تنفع، وابتعادهم عن الدول والتنظيمات التي لا تبحث إلا عن مصالحها، ولن يهمها أمرهم عندما يسقطون. البحرين في خير وهي مقبلة على المزيد.