موفق الخطاب
تحت المجهر
استعرضنا في الجزء الأول من المقال تهافت بعض الأنظمة على خدمة مصالح الدول الكبرى ورهن خيرات البلاد من أجل الإبقاء في مناصبهم أطول مدة ممكنة والوقوف بوجه أي انتفاضة شعبية وتصفية أي صوت وطني. وحتى لا تخرج تلك الانتفاضات عن السيطرة فيتم إسناد وتوجيه تلك الأنظمة من أسيادهم بالتحلي بالصبر في بادئ الأمر، وأخد دور المتفرج حتى إذا وصل...
من يمتلك السلطة والمال والقوة وناصية العلم مجتمعة هو من يتحكم في مصائر الدول والأفراد والشعوب. لقد دأبت الدول الكبرى تتقدمهم الولايات المتحدة الأمريكية على تسخير هذه الأدوات لفرض هيمنتها على العالم ومراكز القرار، وكل ذلك من أجل بقائها أطول مدة ممكنة متربعة ومهيمنة على مقدرات العالم وتسخير خيراته لرفاهيتها، مستعبدة مجاميع...
إن ما يجري من أحداث على مسرح العراق اليوم يذكرنا بمسرحية «الليلة الكبيرة» التي أبدع فيها الراحلان الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوي رحمهما الله والتي كانت تقام على مسرح العرائس وننتظرها بشغف في صباح العيد على شاشة التلفزيون بالبث الأبيض والأسود، وكنا في ستينات القرن الماضي صغاراً قُصَّراً لم نتوقع أن خلف تلك الكواليس...
لكلّ مشرّد ومهجّر عربي ومغترب قصته التي دعته لشدّ الرحال وترك الأهل والخلان والأوطان على مضض، إلا حال المغتربين العراقيين فلكل واحد منهم قصته والتي تصلح أن تكون فيلماً هوليودياً. فلقد أُرغِموا رَهَباً لا رَغَباً على الهجرة بعد احتلال العراق وبروز الطائفية المقيتة والفوضى والفساد، وكان يعزّ عليهم ترك جذورهم ليتحرّكوا كأَعجاز...
من جهل وغباء الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة في العراق أنهم يتعاملون مع أقوى دولة في العالم وكما أنهم يتعاملون مع حزب معادٍ أو معارض نداً لهم في الحكم، فتارة يحرمون قتالهم ويطلبون منها المساعدة لتثبيت حكمهم ولتخطي أزماتهم الأمنية والاقتصادية والحماية والعون عند انتفاض الشعب عليهم، وتارة أخرى يوصمونها بالمحتل البغيض الكافر...
من واجبنا ككتاب وصحفيين كسلطة رابعة أن نسلط الضوء وننقل معاناة المواطنين فهذه مسؤولية مهنية وأخلاقية، فنحن عون وعيون للسلطة التي تبصر بها ولسان الشعب الذي يتكلم به. ونغتنم مساحة الحرية المتاحة تحت راية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه لننقل نبض...
كنا قد تطرقنا سابقاً للدور السلبي للعديد من الكتاب في تغطيتهم للأحداث التي تجتاح الأمة دونما البحث والتشخيص وتحليل رصين للأسباب الكامنة، والتغافل عن كشف من يقف وراءها طمعاً أو خوفاً من بطش الأنظمة، وكذلك القصور في وضع الحلول لإنقاذ الشعوب وخاصة طبقة الشباب الذي أصبح ضائعاً في وسط الفوضى وأجندات الأنظمة التي تسعى لإطالة فترة...
لعلكم تتفقون معي سادتي بأننا ككتاب أسهمنا وأسهبنا كثيراً في العقدين الماضيين في تناول القضايا السياسية المحلية والدولية، وغرقنا في أدق التفاصيل حول الملفات الساخنة في الوطن العربي كاستعراض وتحليل للأحداث وإفرازاتها بأسلوب التضخيم تارة والتأزيم مرة أخرى، دون تبصرة القارئ من طبقة الشباب وإرشادهم، وغفلنا عن المساهمة بوضع...
مازالت تغطية أخبار «خليجي 25» المقام على أرض البصرة الفيحاء هي المتصدرة لنشرات الأخبار والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ما يميز هذه البطولة عن باقي البطولات ونحن نقترب من حفل ختامها غداً هو ما سطره الشعب العراقي وأهالي البصرة الكرام في احتضانهم للضيوف في أروع صور الجود والكرم وفتح بيوتهم ومجالسهم ودواوينهم بتسابق وتفانٍ...
لم يعد سراً أن تأثير هذه اللعبة «كرة القدم» في تلاحم الشعوب وذوبان جليد التقاطعات بين الأنظمة يفوق بمراحل جميع مؤتمرات القمم والزيارات المكوكية. تتجه أنظار العالم والشعوب العربية اليوم نحو العراق الذي يحتضن بطولة كأس الخليج بنسخته «خليجي 25»، وقد راهن الكثير على فشله نظراً لما علق في أذهان البعض من أن العراق غير مؤهل لتنظيم مثل...
كان مفهوم السرقة أيام زمان معلوماً ولا يحتاج لكثير من التفصيل والتبيان ومجاله محصور في نشاطات ضيقة ويمتهنها العاطلون وبعض المدمنين، ولا يتعدى نطاقها سرقة بيت أو محل أو نشال محفظة في سوق وحافلة مزدحمة. أما سراقو اليوم فقد تشكلت منهم طبقات متماسكة كطبقات الأرض يرص بعضها بعضاًٍ ولا يسد نهمهم آلاف أو ملايين من الدولارات بل تعدى ذلك...
ما يشغل المجتمع والشارع البحريني اليوم هو انفلات الأسعار بوتيرة متصاعدة لتشمل جميع القطاعات التموينية والاستهلاكية والخدمية. لقد بقي السوق متماسكاً نوعاً ما مع تفشي جائحة كورونا (كوفيد19) بفضل تخطيط الحكومة ومراقبتها للأسواق فلم يشعر في حينها المواطن بأي تغيير ملحوظ في الأسعار أو شحّ في المواد وخاصة الغذائية منها. لكن ومع...