Authors

 عثمان عادل العباسي
عثمان عادل العباسي
عثمان عادل العباسي

الذكاء ليس بعيداً.. الملعب عندنا والكرة في أيدينا

بين سبتٍ وسبتٍ تتبدّل ملامح المشهد عندنا بالمنطقة. أنهينا الشهر الماضي حديثنا عن إطلاق «هيوماين شات» بوصفه أول إشارة عملية على أن منطقتنا تريد ذكاءً اصطناعيًا «من عندنا»، يبدأ محليًا بمبدأ sovereign AI (الذكاء السيادي)، أي ذكاء اصطناعي مبني ومستضاف محلياً لحماية البيانات وضمان الخصوصية، ثم يتوسع بثقة. واليوم تكتسب الصورة بُعداً...

هل ننافس الكبار بلغتنا؟

لو أن عبارة «غير متاح في منطقتك» تملك روحاً لابتسمت لنا هذه المرّة. ظهرت لي وأنا أحاول تجربة تطبيق خليجي جديد: هيوماين شات (HUMAIN Chat)، المتاح أولاً داخل السعودية فقط. مشهد معكوس عمّا اعتدناه من التطبيقات الأجنبية؛ منتج عربي يبدأ من ملعبه وبشروطه، ويقول بهدوء: «نطلق محلياً ثم نتوسع»، بدل أن ننتظر نحن بوابة الدخول العالمية. هذه اللمحة...

لون الكنبة.. بين الواقع والافتراض

في ليلة بحرينية عادية، تجتمع العائلة حول كنبة أثارت نقاشاً منذ أسبوعين. اللون؟ بين الرمادي “الراقي” والرمادي “الأكثر رقياً” يضيع القرار. الأب يفتح النظارة الذكية ويقول بثقة المنتصر: خلّونا نجرب الواقع الممتد (Extended Reality – XR). فجأة، تظهر الكنبة الافتراضية وسط الصالة، وتستدير بأناقة، وتتدلّع تحت ضوء المصابيح. الأم تجرّب خامات...

جسور الثقة.. لا حواجز الشك

تبدأ الحكاية بصفٍّ طويل من «تنبيهات» الأجهزة: صوت بصمةٍ يرنّ عند الباب، إشعارٌ يقفز في الهاتف، ورسالةٌ عاجلة تتدلّى في أعلى الشاشة كأنها تذكير بأن نهارك لن يمر بهدوء. في الممرّات، الزملاء يلوّحون بأكواب الكرك ويتبادلون أحاديث الصباح، وفي غرفة الاجتماعات يتحلق الفريق بعد بلاغ غامض عن «مشكلة عاجلة». العمل كان يسير بشكل طبيعي،...

فجر وحسن.. حكاية رحيل وبقاء الأثر

بالأمس، وصلنا خبر وفاة الطفلة فجر بنت حسن جناحي، عن عمرٍ لا يتجاوز خمس سنوات. ورغم أن البحرين تعوّدت على تلقي الأخبار عبر شاشات الهواتف، إلا أن بعض الأخبار لا تمرّ مرور الكرام. شعرت بأن روحي توقفت للحظة، وأن الزمن تباطأ، وكأن القلب يتساءل في دهشة، ثم يتأمل في حكمة الله في هذه الدنيا التي تجمع بين أحزانٍ متتابعة، وفرحٍ عابر كغمضة...

الذكاء الاصطناعي يشتعل عالمياً.. أين البحرين؟

في الوقت الذي ينشغل فيه معظمنا بمراقبة حركة المرور على خرائط غوغل، وانتظار أن تخف زحمة شوارع المنامة، ينشغل العالم اليوم بمتابعة تنافس تكنولوجي محموم بين عمالقة الذكاء الاصطناعي. فخلال مطلع الشهر الماضي، أعلن الملياردير إيلون ماسك عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي. «غروك 4»، واصفًا إياه بأنه «أذكى ذكاء اصطناعي في العالم»، قادر...

مدير يشكو قلة الموظفين.. والذكاء الاصطناعي يضحك!

كعادتي اليومية، وبينما كنتُ أرتشف قهوتي في المكتب، وأحاول التركيز على الإيميلات الواردة متجاهلاً تنبيهات هاتفي التي لا تهدأ، تبادرت لذهني فكرة منطقية للغاية: متى يتحول الذكاء الاصطناعي من مجرد موضوع في المؤتمرات وأفلام الخيال العلمي إلى زميل حقيقي يشاركنا الاجتماعات ويساعدنا في اتخاذ القرارات، ويخفف عنا أعباء العمل اليومية؟...

هل نحتاج حقاً إلى كابل بحري جديد؟!

تخيّل معي أنك تستيقظ صباحاً في بيتك الهادئ في سار أو الرفاع، وتقرر أن تبدأ يومك بتصفح هاتفك على غير المعتاد (وكأنك لا تفعلها كل يوم!). يظهر أمامك فجأة خبر عن زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لأمريكا، واتفاقيات تقنية ضخمة تتحدث عن كابل بحري جديد وطائرات حديثة، وحتى طاقة نووية سلمية. قد ترفع حاجبيك قليلاً وتسأل نفسك بسخريةٍ...

في زمن الذكاء الاصطناعي.. مَن يحمينا من النسيان؟!

مع تصفحي لصحيفة «الوطن» التي تلامس مواضيعها حياة المواطن اليومية، استوقفتني مقالة الأستاذة سوسن الشاعر بعنوان «مع الأسف.. السبب 6 آلاف دينار سنوياً فقط». كنت أقرأ وأغرق في تفاصيلها حتى طار ذهني بعيداً، ليحط في «فرجان» المحرق القديمة، عند الفرضة وصوت البحّارة، وهم يستعدون لموسم الغوص، ولؤلؤة ربما سقطت من يد الزمن، ولم تجد طريقها...

متى أصبح «الواتساب» فرضاً؟!

عثمان عادل العباسي ما إن فتحت عيني صباحاً وأنا لا أزال أفكر في معنى الحياة والهدف من وجودي على هذا الكوكب الأزرق اللطيف، حتى داهمتني جيوش الإشعارات المتتالية من هاتفي الذكي. «فلانة أضافتك إلى مجموعة مدرسة الأولاد»، «علّان أضافك إلى مجموعة قسم الحسابات»، «تمت إضافتك لمجموعة الجيران الجدد». يا إلهي! ما كل هذا التلاحم الإنساني...

حربٌ في الظل.. هاتفك هو الميدان!

خلال هذه الأيام الماضية، وسط زحمة الأخبار التي لا تخلو من صواريخ تطير من هنا وهناك وتصريحات دولية متضاربة تجعل رأسك يدور، ثمة جوانب أخرى لا بد من تأملها بعيداً عن هذه الفوضى السياسية. دعونا نبتعد قليلاً عن هذا المشهد، ولنذهب معاً إلى زاوية أخرى لا تقل أهمية وتأثيراً في حياتنا اليومية؛ زاوية التكنولوجيا التي باتت تلعب دوراً...

الإنترنت الحسي.. جاهزون؟

قبل أيام، كنت جالساً في أحد المقاهي البحرينية الأصيلة، أرتشف استكانة شاي أحمر، وأتابع شاباً يحاول بيأس التقاط إشارة الواي فاي من الركن البعيد، رافعاً هاتفه كمن يحاول اصطياد حمام زاجل تائه. نظرت إليه مبتسماً، وتساءلت في نفسي: «هذه حالنا مع الواي فاي اليوم، فكيف ستكون حالنا إذا وصل إلينا ما يُعرف «بـ«الإنترنت الحسي (Internet of...