بالفعل هناك مسؤولون "جننهم" أسلوب "العمل عن بُعد"، بل ومجرد فكرة أن هنالك موظفين يعملون "من المنزل" شكلت لبعضهم "كابوساً" يؤرق نومهم ويقظتهم حتى.
والله لست أبالغ ولا بقدر ذرة، خاصة حينما أتحدث عن نوعيات من المسؤولين مازالوا يتعاملون بأساليب عمل قديمة و"بالية"، ومازالوا يقيمون الموظفين وعطاءهم وأداءهم بطرائق "أكل وشرب" عليها الدهر منذ عقود.
الأساليب التي طبقت من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة واستخدام التطبيقات الذكية، كلها كانت بسبب مرور العالم بأزمة وبائية فرضت عليه تسيير أموره المختلفة بدون اختلاط البشر، رغم أن كل هذه التكنولوجيا متاحة منذ زمن، وطبقها فقط من يمتلكون النظرة والتفكير المتقدمين في مجال الأعمال والتطوير، والأهم من يؤمنون بأن الإنجاز لا يحدده التواجد الفيزيائي في المكان.
لا نقول ذلك بمعزل عن وجود حقيقة تفيد بأن "التسيب" و"الإهمال" و"التكاسل" كلها نتائج قد يقود لها تطبيق العمل عن بُعد من قبل بعض الأفراد، لكن هذه الجزئية بحد ذاتها تمثل "تحدياً" يفترض بأن يتغلب عليه المسؤول نفسه، من خلال إيجاد آليات متابعة، و"مقاييس عادلة" للأداء.
لو كان هذا الأسلوب "فاشلاً" ولا "نتيجة إيجابية" ترتجى من ورائه، لعمدت الحكومات لإلغائه فوراً بعد خفوت وتيرة انتشار وباء كورونا، لكن لأنه أثبت نجاحه وفعاليته فقد استمر تطبيقه، والبحرين من ضمن الدول التي طبقته ومازالت تؤمن به، وعليه كمثال كان توجيه مجلس الوزراء لاعتماد نسبة ٥٠٪ من الحضور لأماكن الدوام خلال شهر رمضان المبارك.
هي ليست "تخفيضاً" في أيام الحضور كـ"مكرمة إدارية"، بل درساً رفيع المستوى يقدم من أعلى رأس الحكومة لبقية المسؤولين ليدركوا أهمية التطوير والتغيير المستمر، والأهم المضي في اعتماد الآليات التي أبقت على الأعمال والوظائف وحافظت على ديمومة الحراك دون التعرض للشلل خلال الأزمة.
وهنا عودة للمسؤولين الذين مازالوا يعانون من "حساسية مفرطة" بشأن هذه الآلية، إذ مازلت أتذكر بعض القطاعات التي كان "سمعها ثقيل جداً" في شأن تسهيل عمل المرأة من المنزل، خاصة الأم التي لديها أطفال يدرسون "عن بُعد"، على الرغم من أن هناك أمراً صريحاً وواضحاً من جلالة الملك حفظه الله ورعاه بشأن الأم العاملة ووجوب عملها من المنزل لتراعي أبناءها.
حتى في رمضان، ورغم وجود توجيه من مجلس الوزراء، هناك بعض القطاعات لم تطبق نسبة العمل من المنزل، والمشكلة ليست مرتبطة بطريقة العمل وآلياته ومخاوف تعطله أو تأخر الإنجاز فيه، إذ خلال الأزمة الوبائية اتضح بأن الأمور سارت "عن بُعد" بشكل سلس وإيجابي، لكن المشكلة تكمن في وجود عقليات مازالت تؤمن بأن "الالتزام في العمل" هو عبارة عن بصمة إصبع على الجهاز منذ الصباح الباكر، وبصمة خروج عند انتهاء وقت الدوام، ولا يهم لو كنت طوال وقت الدوام تقرأ الجرائد، أو تعيش مع هاتفك في عالم "السوشيال ميديا" أو تمارس "التنطط" بين المكاتب بهدف "العقرة اليومية"، ولا يهم أنجزت عملك أو لا!
هذا كلام مبني على واقع للأسف، والناس تعرف بنفسها ولديها شواهد أكثر بالتأكيد.
عقلية "مسؤول البصمة" و"مسؤول الحضور والانصراف" و"مسؤول الحاشية وحاملي البشت" يفترض أنها انقرضت منذ زمن، إذ لا تتقدم المجتمعات ولا تنصلح القطاعات إلا حين تعتمد على الكفاءات والمنجزين، والأهم حينما تدار من قبل عقليات تواكب التحديث والتطوير المتسارع وتعرف "كيف تقود" و"كيف تدير" بنظافة ونزاهة وعدل.
والله لست أبالغ ولا بقدر ذرة، خاصة حينما أتحدث عن نوعيات من المسؤولين مازالوا يتعاملون بأساليب عمل قديمة و"بالية"، ومازالوا يقيمون الموظفين وعطاءهم وأداءهم بطرائق "أكل وشرب" عليها الدهر منذ عقود.
الأساليب التي طبقت من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة واستخدام التطبيقات الذكية، كلها كانت بسبب مرور العالم بأزمة وبائية فرضت عليه تسيير أموره المختلفة بدون اختلاط البشر، رغم أن كل هذه التكنولوجيا متاحة منذ زمن، وطبقها فقط من يمتلكون النظرة والتفكير المتقدمين في مجال الأعمال والتطوير، والأهم من يؤمنون بأن الإنجاز لا يحدده التواجد الفيزيائي في المكان.
لا نقول ذلك بمعزل عن وجود حقيقة تفيد بأن "التسيب" و"الإهمال" و"التكاسل" كلها نتائج قد يقود لها تطبيق العمل عن بُعد من قبل بعض الأفراد، لكن هذه الجزئية بحد ذاتها تمثل "تحدياً" يفترض بأن يتغلب عليه المسؤول نفسه، من خلال إيجاد آليات متابعة، و"مقاييس عادلة" للأداء.
لو كان هذا الأسلوب "فاشلاً" ولا "نتيجة إيجابية" ترتجى من ورائه، لعمدت الحكومات لإلغائه فوراً بعد خفوت وتيرة انتشار وباء كورونا، لكن لأنه أثبت نجاحه وفعاليته فقد استمر تطبيقه، والبحرين من ضمن الدول التي طبقته ومازالت تؤمن به، وعليه كمثال كان توجيه مجلس الوزراء لاعتماد نسبة ٥٠٪ من الحضور لأماكن الدوام خلال شهر رمضان المبارك.
هي ليست "تخفيضاً" في أيام الحضور كـ"مكرمة إدارية"، بل درساً رفيع المستوى يقدم من أعلى رأس الحكومة لبقية المسؤولين ليدركوا أهمية التطوير والتغيير المستمر، والأهم المضي في اعتماد الآليات التي أبقت على الأعمال والوظائف وحافظت على ديمومة الحراك دون التعرض للشلل خلال الأزمة.
وهنا عودة للمسؤولين الذين مازالوا يعانون من "حساسية مفرطة" بشأن هذه الآلية، إذ مازلت أتذكر بعض القطاعات التي كان "سمعها ثقيل جداً" في شأن تسهيل عمل المرأة من المنزل، خاصة الأم التي لديها أطفال يدرسون "عن بُعد"، على الرغم من أن هناك أمراً صريحاً وواضحاً من جلالة الملك حفظه الله ورعاه بشأن الأم العاملة ووجوب عملها من المنزل لتراعي أبناءها.
حتى في رمضان، ورغم وجود توجيه من مجلس الوزراء، هناك بعض القطاعات لم تطبق نسبة العمل من المنزل، والمشكلة ليست مرتبطة بطريقة العمل وآلياته ومخاوف تعطله أو تأخر الإنجاز فيه، إذ خلال الأزمة الوبائية اتضح بأن الأمور سارت "عن بُعد" بشكل سلس وإيجابي، لكن المشكلة تكمن في وجود عقليات مازالت تؤمن بأن "الالتزام في العمل" هو عبارة عن بصمة إصبع على الجهاز منذ الصباح الباكر، وبصمة خروج عند انتهاء وقت الدوام، ولا يهم لو كنت طوال وقت الدوام تقرأ الجرائد، أو تعيش مع هاتفك في عالم "السوشيال ميديا" أو تمارس "التنطط" بين المكاتب بهدف "العقرة اليومية"، ولا يهم أنجزت عملك أو لا!
هذا كلام مبني على واقع للأسف، والناس تعرف بنفسها ولديها شواهد أكثر بالتأكيد.
عقلية "مسؤول البصمة" و"مسؤول الحضور والانصراف" و"مسؤول الحاشية وحاملي البشت" يفترض أنها انقرضت منذ زمن، إذ لا تتقدم المجتمعات ولا تنصلح القطاعات إلا حين تعتمد على الكفاءات والمنجزين، والأهم حينما تدار من قبل عقليات تواكب التحديث والتطوير المتسارع وتعرف "كيف تقود" و"كيف تدير" بنظافة ونزاهة وعدل.