كتب الزميل سيد زهرة في أخبار الخليج معلقاً على مقالة الباحث الأمريكي دوج باندو «هل بايدن رئيس أمريكا أم رئيس أوكرانيا؟»، ودوج باندو يتساءل ما هو سر الانصياع الأمريكي لزيلينسكي ورغباته؟ في حين أن مهمة الرئيس الأمريكي هي مراعاة المصالح الأمريكية، فدوج باندو يتساءل «كيف يقول بايدن إن مهمة أمريكا هي تقديم ما تريده كييف، فهل مهمة أمريكا أن تفعل كل ما تطلبه كييف دون أن تسأل عن المصلحة الأمريكية؟ هل بايدن رئيس أوكرانيا أم رئيس أمريكا؟» انتهى.
الحقيقة أنه من قال إن بايدن يراعي مصالح أوكرانيا؟ بايدن ينفذ السياسة الأمريكية التي هيأت الأجواء السياسية في أوروبا وأوكرانيا لهدف معين مسبق وهو هذه الحرب.
نعم هذه الحرب هي صناعة أمريكية مائة في المائة، وهي التي تعمل على استمرارها حتى تتحقق معظم الأهداف منها، فالمساعدات الأمريكية لأوكرانيا من أجل دفعها لإتمام المهمة وليس لمساعدتها كما يتساءل دوج باندو.
الأهداف واضحة منذ البداية الأول هو «إنهاك» روسيا عسكرياً واقتصادياً، وهي مهمة موكلة للشعوب الأوروبية، أما «قتال» روسيا فهي مهمة موكلة للشعب الأوكراني، هذه هي الأهداف الحقيقية الاستراتيجية وراء دعم الولايات المتحدة الأمريكية المتواصل لزيلينسكي بعد أن ساهمت في وصوله للرئاسة استعداداً لهذه اللحظة التي يتولى فيها الرئاسة، وتنفيذ بقية المهام الموكلة له.
أما قصة «دعم الديمقراطية في أوكرانيا» سبباً لهذا الخسائر الكبيرة التي تتكبدها أمريكا أو أوروبا، فهي قصة كوميدية مضحكة لا تسري علينا ولا نصدقها ولا يصدقها حتى الأوكرانيون أنفسهم.
فبايدن ينفذ السياسة المتفق عليها مسبقاً، أولاً تهديد روسيا باستمرار بطلبات توسيع الناتو، وذلك بتقدم عدد من الدول التي لها حدود مع روسيا للانضمام، ثانياً تستدرج روسيا للحرب رغماً عنها، تخاف أوروبا من امتداد الحرب لها، تستلم للولايات المتحدة الأمريكية وتمنحها القيادة بعد أن أبدت نوعاً من التمرد في الآونة الأخيرة حتى هددها ترامب بسحب القوات الأمريكية من الناتو وطالبهم بدفع حصصهم، بالتأكيد إحدى الدول التي دفعت دفعاً للتقدم للانضمام للناتو ستستفز روسيا وفي الغالب هي أوكرانيا وهذا ما حصل.
هذه الحرب إذا هي رغبة أمريكية بالدرجة الأولى وبايدن ينفذها، إنما جرت بعض أمور خارج السيطرة قد تجعل الولايات المتحدة تكتفي بهذا القدر من النجاحات.
فتوقعات تلك الاستراتيجية أن تنهك هذه الحرب روسيا قدر المستطاع عسكرياً وهذا لم يحصل وفق التوقعات رغم الخسائر التي تكبدتها روسيا. وينهار اقتصادها نتيجة العقوبات وهذا لم يحصل رغم وجود أثر لتلك العقوبات حد من قدرة روسيا على التصدير إنما ليس بالدرجة التي كانت الأمريكان يتوقعونها.
وترتمي أوروبا في الحضن الأمريكي دون تردد وهذا حصل قياس قدرات روسيا الحربية الفعلية تجربة العديد من الأسلحة الجديدة.
الكثير من هذه الأهداف تحققت بالفعل:
فروسيا تستدرج للفخ الأوكراني.
الأوكرانيون يحاربون روسيا بالوكالة.
الشعوب الأوروبية تتحمل الأعباء وتدفع التكاليف بالكامل نيابة عن أمريكا.
صفقات الأسلحة الأمريكية في تصاعد لأوروبا.
إنما حدثت أمور هي خارج التوقعات ربما تقصر مدة الاختبارات وتكتفي الولايات الأمريكية بما حققته، أو تستمر في الضغط على الاثنين أوروبا وروسيا والشعب الأوكراني دون اعتبار لأية خسائر في الأرواح أو الاقتصاد.
الاعتبارات التي قد تجعلها تكتفي بهذا القدر من تلك الأهداف:
1: امتداد أثر هذه الحرب للداخل الأمريكي مؤثرة على اقتصادها، فالضغط على الناخب الأمريكي من أجل تحقيق هذه الأهداف طويلة المدى صعب في ظل وجود العديد من المشاكل الأمنية وزياة حدة التضخم و خروجه عن السيطرة رغم استنفاذ كل الحلول المتاحة لإدارة بايدن بما فيها رفع الفائدة.
2: التقارب الصيني الروسي يزداد حدة وهذا ما لا ترغب فيه أمريكا وحلفاؤها.
3: خسارتها للحلفاء التقليديين الذين لم تتوقع عدم انصياعهم لرغباتها.
4: ارتفاع عدد الدول الراغبة في الانضمام لتحالف بريكس بعد أن شاهدوا الخذلان الأمريكي للأوروبيين.
لذلك قد يكتفي اليسار الأمريكي بهذا القدر الآن من المشروع الاستراتيجي لانهاك روسيا لأنه بالاستمرار بالالتزام به سيكون مهدد بخسارة فادحة في انتخابات الكونجرس القادمة وبخسارة مقعد الرئاسة لاحقاً لأنهم لم يرعوا الناخب الأمريكي مقابل نجاحهم في صراعهم مع روسيا.
الحقيقة أنه من قال إن بايدن يراعي مصالح أوكرانيا؟ بايدن ينفذ السياسة الأمريكية التي هيأت الأجواء السياسية في أوروبا وأوكرانيا لهدف معين مسبق وهو هذه الحرب.
نعم هذه الحرب هي صناعة أمريكية مائة في المائة، وهي التي تعمل على استمرارها حتى تتحقق معظم الأهداف منها، فالمساعدات الأمريكية لأوكرانيا من أجل دفعها لإتمام المهمة وليس لمساعدتها كما يتساءل دوج باندو.
الأهداف واضحة منذ البداية الأول هو «إنهاك» روسيا عسكرياً واقتصادياً، وهي مهمة موكلة للشعوب الأوروبية، أما «قتال» روسيا فهي مهمة موكلة للشعب الأوكراني، هذه هي الأهداف الحقيقية الاستراتيجية وراء دعم الولايات المتحدة الأمريكية المتواصل لزيلينسكي بعد أن ساهمت في وصوله للرئاسة استعداداً لهذه اللحظة التي يتولى فيها الرئاسة، وتنفيذ بقية المهام الموكلة له.
أما قصة «دعم الديمقراطية في أوكرانيا» سبباً لهذا الخسائر الكبيرة التي تتكبدها أمريكا أو أوروبا، فهي قصة كوميدية مضحكة لا تسري علينا ولا نصدقها ولا يصدقها حتى الأوكرانيون أنفسهم.
فبايدن ينفذ السياسة المتفق عليها مسبقاً، أولاً تهديد روسيا باستمرار بطلبات توسيع الناتو، وذلك بتقدم عدد من الدول التي لها حدود مع روسيا للانضمام، ثانياً تستدرج روسيا للحرب رغماً عنها، تخاف أوروبا من امتداد الحرب لها، تستلم للولايات المتحدة الأمريكية وتمنحها القيادة بعد أن أبدت نوعاً من التمرد في الآونة الأخيرة حتى هددها ترامب بسحب القوات الأمريكية من الناتو وطالبهم بدفع حصصهم، بالتأكيد إحدى الدول التي دفعت دفعاً للتقدم للانضمام للناتو ستستفز روسيا وفي الغالب هي أوكرانيا وهذا ما حصل.
هذه الحرب إذا هي رغبة أمريكية بالدرجة الأولى وبايدن ينفذها، إنما جرت بعض أمور خارج السيطرة قد تجعل الولايات المتحدة تكتفي بهذا القدر من النجاحات.
فتوقعات تلك الاستراتيجية أن تنهك هذه الحرب روسيا قدر المستطاع عسكرياً وهذا لم يحصل وفق التوقعات رغم الخسائر التي تكبدتها روسيا. وينهار اقتصادها نتيجة العقوبات وهذا لم يحصل رغم وجود أثر لتلك العقوبات حد من قدرة روسيا على التصدير إنما ليس بالدرجة التي كانت الأمريكان يتوقعونها.
وترتمي أوروبا في الحضن الأمريكي دون تردد وهذا حصل قياس قدرات روسيا الحربية الفعلية تجربة العديد من الأسلحة الجديدة.
الكثير من هذه الأهداف تحققت بالفعل:
فروسيا تستدرج للفخ الأوكراني.
الأوكرانيون يحاربون روسيا بالوكالة.
الشعوب الأوروبية تتحمل الأعباء وتدفع التكاليف بالكامل نيابة عن أمريكا.
صفقات الأسلحة الأمريكية في تصاعد لأوروبا.
إنما حدثت أمور هي خارج التوقعات ربما تقصر مدة الاختبارات وتكتفي الولايات الأمريكية بما حققته، أو تستمر في الضغط على الاثنين أوروبا وروسيا والشعب الأوكراني دون اعتبار لأية خسائر في الأرواح أو الاقتصاد.
الاعتبارات التي قد تجعلها تكتفي بهذا القدر من تلك الأهداف:
1: امتداد أثر هذه الحرب للداخل الأمريكي مؤثرة على اقتصادها، فالضغط على الناخب الأمريكي من أجل تحقيق هذه الأهداف طويلة المدى صعب في ظل وجود العديد من المشاكل الأمنية وزياة حدة التضخم و خروجه عن السيطرة رغم استنفاذ كل الحلول المتاحة لإدارة بايدن بما فيها رفع الفائدة.
2: التقارب الصيني الروسي يزداد حدة وهذا ما لا ترغب فيه أمريكا وحلفاؤها.
3: خسارتها للحلفاء التقليديين الذين لم تتوقع عدم انصياعهم لرغباتها.
4: ارتفاع عدد الدول الراغبة في الانضمام لتحالف بريكس بعد أن شاهدوا الخذلان الأمريكي للأوروبيين.
لذلك قد يكتفي اليسار الأمريكي بهذا القدر الآن من المشروع الاستراتيجي لانهاك روسيا لأنه بالاستمرار بالالتزام به سيكون مهدد بخسارة فادحة في انتخابات الكونجرس القادمة وبخسارة مقعد الرئاسة لاحقاً لأنهم لم يرعوا الناخب الأمريكي مقابل نجاحهم في صراعهم مع روسيا.