لماذا وُصِمَ مجلس 2018 بالفشل؟ رغم مروره بعامين «عجاف» نظير الجائحة لم يستطع المجلس أن يحقق خلالها سوى تمرير اقتراحات برغبة لا حصر لها أغلبها ذات شأن «بلدي»، إلى جانب سقوط الكتل النيابية والتي كان جلّ عمل بعضها تمرير البيانات والإشادات فقط.
لا نريد العودة للوراء، لكن بدت ملامح العملية الانتخابية تتشكل شيئاً فشيئاً مع الدعوة الملكية السامية لفتح باب الترشح والانتخاب، وبدت ملامح من أعلنوا رغبتهم بالترشح تتضح أمام الجميع، مرشحين جدد ومرشحين آخرين عادوا بعد غياب عن المجالس السابقة، وآخرين من النواب الحاليين الراغبين بتجديد بقائهم تحت قبة البرلمان.
طرح الكثير في الفترة الأخيرة تساؤلاته بشأن أهمية وجود ضوابط وشروط للترشح، غير إتقان المترشح للقراءة والكتابة، بَيّد أن التغيير يكمن في يد الناخب دون الحاجة لتعديل الشروط، أنت من تحدد وصول المثقف من عدمه وحامل الدرجة الدراسية من غيره، والنائب المدافع عن حقوقك كمواطن من الآخر الذي يود الصعود على ظهر «صوتك» للتكسب الشخصي، وذاك الذي «يبيع كلامه» لكسب عاطفتك واستغلالها لصالحه.
أنت أيها الناخب حجر الزاوية في العملية الانتخابية، وبيدك تشكيل هوية المجلس الجديد ونجاحه من فشله، فإيصال الشخص الكفء لمنصب «ممثل الشعب» يتطلب وعياً وإدراكاً ودراسة لجوانب المترشح، أسلوبه وواقعيته في الطرح التي تتناسب مع تحديات المرحلة الحالية، إلى جانب فهمه وإدراكه لما تتطلبه العملية السياسية.
نهاية الفصل التشريعي الخامس، كشفت النائب الذي استغل صوت ناخبيه للتكسب الشخصي، والنائب الذي لم يفتح مكتباً لاستقبال من انتخبوه قط، والنائب الذي اعتبر نفسه ممثلاً عن دائرته فقط ولا شأن له بالآخرين رغم أن النائب هو ممثل عن الشعب بأكمله، فهل أخذنا العبرة لنحسم بأصواتنا تشكيلة المجلس النيابي الجديد؟