جلست مع مجموعة من الأصدقاء وكانوا يتجادلون حول القيمة المضافة وفرض الضرائب وغلاء المعيشة وارتفاع رسوم الكهرباء والماء وغيرها من الأمور التي دائما يتحدث عنها المواطنون مع ثبات الرواتب دون زيادة وتقليص امتيازات المتقاعدين، والتي كانت الأكثر تداولاً في الفترة الأخيرة بالتزامن مع الانتخابات النيابية والبلدية وكانت تحتل عناوين الانتخابات ووعود المرشحين.
وللأمانة فقد كنت أوافقهم وأسير في ركب آرائهم، ولكن هناك صوت وحيد شدني من بين الأصدقاء ظهر فجأة برأي مغاير وقال كلمات لا أستطيع أن أنساها، قال لنا «يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى على جميع النعم، فهناك شعوب لا تجد مأوى ولا مسكناً ولا علاجاً ولا تعليماً ولا حتى مياه نظيفة تشربها ويعيشون حياة الله لا يكتبها علينا.. وهؤلاء القوم ينظرون إلينا باعتبارنا نعيش في الجنة، وليس ببعيد عنا بعض الفئات الأجنبية التي تقاسمنا العيش في وطننا الجميل وهم في بلدانهم يعيشون ظروفاً أقسى من أن توصف».
وفجأة تحول الجميع لمهاجمة هذا الرأي واعترضوا عليه بشدة وبدؤوا في الحديث عن مقارنات مع دول خليجية قريبة منا، والحديث عن ظروف المواطن الذي يعاني طوال حياته.
ووجدت نفسي أنسحب من النقاش وسرحت بعيداً فيما قاله صديقنا، فهو لم يخطئ وقال رأيه والحقيقة التي ربما لا نراها أو نتعامى عنها، ونوجه أنظارنا إلى اتجاه واحد، وهو فئة أعلى مناً دخلاً رفعها الله عنا درجة فسبحانه وتعالى قال في كتابه المحكم «نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات».
وجدت في كلمات صديقنا التي اعترض عليها الجميع المعنى والمقصد من الآية الكريمة، فبالفعل نحن نطمح في عيشة جميلة يعيشها آخرون وهذا من حقنا، ولكننا كذلك نعيش عيشة يحلم بها آخرون من ستر وأمن وأمان، لأنها أصبحت من المسلمات، فالإنسان دائماً يتطلع للأعلى ولا ينظر أسفل قدميه. نعم في بلادنا مشاكل لكنها قليلة مقارنة مع دول أخرى، نحن نعلم بأن لدينا تحديات تأخذ وقتها ثم يأتي الحل بإذن الله تعالى، لكننا في وقتنا المنظور نتمنى معالجة ملف البطالة وتعديل الدخل الفردي للمواطن وعدم المساس بحقوق ومكتسبات المتقاعدين. دعونا نعترف أننا بخير وأن مشاكلنا التي نراها عظيمة قد يسخر منها شعوب آخرون، ودعونا قبل أن نشكو ونتذمر أن نحمد الله سبحانه وتعالى عما وهبنا من نعم لا تعد ولا تحصى، وأن نستعمل الصبر والحيلة لحل مشاكلنا، فكثيراً ما نلقي مشاكلنا على الآخرين وننتظر الحل، ودائماً ما نطلب ولا نحمد الله ولا نشكره.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية
وللأمانة فقد كنت أوافقهم وأسير في ركب آرائهم، ولكن هناك صوت وحيد شدني من بين الأصدقاء ظهر فجأة برأي مغاير وقال كلمات لا أستطيع أن أنساها، قال لنا «يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى على جميع النعم، فهناك شعوب لا تجد مأوى ولا مسكناً ولا علاجاً ولا تعليماً ولا حتى مياه نظيفة تشربها ويعيشون حياة الله لا يكتبها علينا.. وهؤلاء القوم ينظرون إلينا باعتبارنا نعيش في الجنة، وليس ببعيد عنا بعض الفئات الأجنبية التي تقاسمنا العيش في وطننا الجميل وهم في بلدانهم يعيشون ظروفاً أقسى من أن توصف».
وفجأة تحول الجميع لمهاجمة هذا الرأي واعترضوا عليه بشدة وبدؤوا في الحديث عن مقارنات مع دول خليجية قريبة منا، والحديث عن ظروف المواطن الذي يعاني طوال حياته.
ووجدت نفسي أنسحب من النقاش وسرحت بعيداً فيما قاله صديقنا، فهو لم يخطئ وقال رأيه والحقيقة التي ربما لا نراها أو نتعامى عنها، ونوجه أنظارنا إلى اتجاه واحد، وهو فئة أعلى مناً دخلاً رفعها الله عنا درجة فسبحانه وتعالى قال في كتابه المحكم «نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات».
وجدت في كلمات صديقنا التي اعترض عليها الجميع المعنى والمقصد من الآية الكريمة، فبالفعل نحن نطمح في عيشة جميلة يعيشها آخرون وهذا من حقنا، ولكننا كذلك نعيش عيشة يحلم بها آخرون من ستر وأمن وأمان، لأنها أصبحت من المسلمات، فالإنسان دائماً يتطلع للأعلى ولا ينظر أسفل قدميه. نعم في بلادنا مشاكل لكنها قليلة مقارنة مع دول أخرى، نحن نعلم بأن لدينا تحديات تأخذ وقتها ثم يأتي الحل بإذن الله تعالى، لكننا في وقتنا المنظور نتمنى معالجة ملف البطالة وتعديل الدخل الفردي للمواطن وعدم المساس بحقوق ومكتسبات المتقاعدين. دعونا نعترف أننا بخير وأن مشاكلنا التي نراها عظيمة قد يسخر منها شعوب آخرون، ودعونا قبل أن نشكو ونتذمر أن نحمد الله سبحانه وتعالى عما وهبنا من نعم لا تعد ولا تحصى، وأن نستعمل الصبر والحيلة لحل مشاكلنا، فكثيراً ما نلقي مشاكلنا على الآخرين وننتظر الحل، ودائماً ما نطلب ولا نحمد الله ولا نشكره.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية