نجحت وزارة النفط والبيئة الأسبوع الماضي في أن تضع البحرين في محور اهتمام علماء الطاقة والمياه والمناخ وتجمعهم في ملتقى واحد هو الأول من نوعه لكي يناقش ثلاث مشكلات تمثل كابوس العصر الحديث.
فلا يخفى على أحد اليوم ما يكابده العالم من أعاصير وفيضانات وحرائق غابات وزلازل وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وكذلك انخفاض مستويات المياه الصالحة للشرب في أنهار لدول عرفت بثرائها المائي منذ آلاف السنين.
ولا ينكر أحد من العلماء الذين حضروا والذين لم يحضروا هذا المؤتمر، أن الإنسان وما فعله على مر السنين الماضية، يتحمل مسؤولية هذه الكوارث، حيث أكد هؤلاء العلماء أن التغير المناخي يأتي في مقدمة أسباب ما نعيشه اليوم من كوارث، وأن الانبعاثات الكربونية التي تنتجها مصانع العالم، هي المسبب الرئيسي لذلك التغير المناخي.
المؤتمر العالمي الذي يعقد لأول مرة قد سلط الضوء على بعض الحلول الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية وترشيد وعدالة استهلاك المياه بما يسمح للأجيال القادمة أن تجد ماء تشربه وهواء نقياً تتنفسه، ولعل صاحب فكرة هذا المؤتمر يجب أن يُمنح جائزة على فكرته حيث جمع أهل الطاقة مع أهل المناخ والبيئة على طاولة واحدة، ثم جمع الخبراء والعلماء ليبحثوا فيما بينهم عن أفضل الحلول، باعتبارهم أصحاب المستقبل والذين سيتحملون أخطاء الماضي وقراراته التي أوصلتنا لما نحن فيه اليوم وما سيعاصرونه غداً.
كما يحسب للمؤتمر أنه عقد تحت مسؤولية وزارة «النفط» البحرينية وهو اعتراف ضمني غير مباشر بأن الطاقة الأحفورية صاحبة النسبة الأكبر من انبعاثات الكربون، ولقد كان ذلك ذكاءً من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، أن جعل تلك الوزارة تحمل حقيبة أخرى معها وهي «البيئة» لكي تضع النفط في يد والبيئة في الأخرى وتحاول الموازنة بينهما لتحقيق عدالة المستقبل للأجيال القادمة. ربما لم نكن نعلم الحكمة من ربط النفط بالبيئة في الحكومة من قبل، ولكن الحكمة تتجلى يوماً بعد آخر، لتؤكد أن البحرين رائدة في أمور كثيرة وصاحبة سبق بأفكار أبنائها المبدعين، ولديها الحس والوازع بشأن تحمُّل مسؤولية حل مشكلات العالم.
ورغم أننا -ولله الحمد- لم نشهد في البحرين أعاصير أو فيضانات ولا حرائق كما تعاني دول عظمى ومتقدمة، إلا أننا مازلنا نتقدم الجميع في تقديم الحلول ودق ناقوس الخطر بشأن كوارث ومشاكل الآخرين، وهذه هي البحرين منذ القدم.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
فلا يخفى على أحد اليوم ما يكابده العالم من أعاصير وفيضانات وحرائق غابات وزلازل وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وكذلك انخفاض مستويات المياه الصالحة للشرب في أنهار لدول عرفت بثرائها المائي منذ آلاف السنين.
ولا ينكر أحد من العلماء الذين حضروا والذين لم يحضروا هذا المؤتمر، أن الإنسان وما فعله على مر السنين الماضية، يتحمل مسؤولية هذه الكوارث، حيث أكد هؤلاء العلماء أن التغير المناخي يأتي في مقدمة أسباب ما نعيشه اليوم من كوارث، وأن الانبعاثات الكربونية التي تنتجها مصانع العالم، هي المسبب الرئيسي لذلك التغير المناخي.
المؤتمر العالمي الذي يعقد لأول مرة قد سلط الضوء على بعض الحلول الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية وترشيد وعدالة استهلاك المياه بما يسمح للأجيال القادمة أن تجد ماء تشربه وهواء نقياً تتنفسه، ولعل صاحب فكرة هذا المؤتمر يجب أن يُمنح جائزة على فكرته حيث جمع أهل الطاقة مع أهل المناخ والبيئة على طاولة واحدة، ثم جمع الخبراء والعلماء ليبحثوا فيما بينهم عن أفضل الحلول، باعتبارهم أصحاب المستقبل والذين سيتحملون أخطاء الماضي وقراراته التي أوصلتنا لما نحن فيه اليوم وما سيعاصرونه غداً.
كما يحسب للمؤتمر أنه عقد تحت مسؤولية وزارة «النفط» البحرينية وهو اعتراف ضمني غير مباشر بأن الطاقة الأحفورية صاحبة النسبة الأكبر من انبعاثات الكربون، ولقد كان ذلك ذكاءً من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، أن جعل تلك الوزارة تحمل حقيبة أخرى معها وهي «البيئة» لكي تضع النفط في يد والبيئة في الأخرى وتحاول الموازنة بينهما لتحقيق عدالة المستقبل للأجيال القادمة. ربما لم نكن نعلم الحكمة من ربط النفط بالبيئة في الحكومة من قبل، ولكن الحكمة تتجلى يوماً بعد آخر، لتؤكد أن البحرين رائدة في أمور كثيرة وصاحبة سبق بأفكار أبنائها المبدعين، ولديها الحس والوازع بشأن تحمُّل مسؤولية حل مشكلات العالم.
ورغم أننا -ولله الحمد- لم نشهد في البحرين أعاصير أو فيضانات ولا حرائق كما تعاني دول عظمى ومتقدمة، إلا أننا مازلنا نتقدم الجميع في تقديم الحلول ودق ناقوس الخطر بشأن كوارث ومشاكل الآخرين، وهذه هي البحرين منذ القدم.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية