باسم المرأة في اليوم العالمي للمرأة نوجِّه تحية تاريخية للمرأة الفلسطينية، تحية تقديرية للصمود والتّضحية، تحية إجلال للِذّودِ عن الوطن وافتدائه بأغلى ما تكنُّه، تحية لمن جادت بنفسها وأولادها في سبيل تحرير أرضها ودفاعا عن حرية شعبِها.
فمَطلب الحريّة لدى المرأة الفلسطينية قد فاق مَطلب الحرية للمرأة في العالم، وذلك من حيث إطار ماهيته ودواعي منطلقاته التي أدّت إلى أن يُخَصُّ له يومٍ عالمي، وذلك باعتبــار المنطلقــات المشتركة.
ويتمثل وجه المشاركة في الاحتجاج على الحرب، حيث خرجت النّساء بعدة مدن أوروبية في بداية القرن العشرين يوم 8 مارس من عام 1914، في تظاهرات احتجاجية على الحرب العالمية آنذك، وللمطالبة بحقهِنَّ في الاقتراع، تظاهرات احتجاجية تعود بوادرها إلى ما قبل أول الاحتفاءات بيوم المرأة لعام 1911، حيث سبق أن طالَبنَ بحــق المــرأة في العمــل، والمساواة، ووضــع حد للتمييز ضد المرأة.
واليوم، امتدادا لمسيرة عقود من الزّمن، تُكافح المرأة الفلسطينية عن مَطلب حقِّ العيشِ بسلام، صامدة أمام المجازر والإبادة، صامدة أمام التّجويع والتّنكيل، صامدة أمام التّشريد والتّهجير. يُهدم بيتها على ساكنيه وهي صامدة، تَنعى أولادها الواحد تلو الآخر وهي صامدة، تفقد أهلها جميعا وهي صامدة، يتضوّر أطفالها جوعا ويقضي رَضيعُها نحبه من العطشِ وهي صامدة.
ما تَفتَأ تقاوم الاحتلال الإسرائيلي معزولة السّلاح، إيمانا بالنّصرِ لا تهِينُ ولا تَفتُرُ، تُقاوم لا تعرِف الانهزامَ أو اليأسَ ولا تَخشى غاشِما.
كيف تُهزم من بِيقينها لا تخشى المَنِيّةَ؟! بل هي لها في المَنِيّةِ فداءً للوطنِ مُنيَةٌ ومَطلَبُ!
قد سجَّل التّاريخُ للمرأةِ الفِلسطينيّة بَسَالتها إزاء حرّية وطنها وشَهِدَ على ذلك الأُمَم، وأصبَح ذلك في العالم أَجدَرُ ما تَحتَفِي به المرأةُ في يَومِها وتَحفِلُ..!!