مما لاشك فيه أن المساجد بنيت لتجمع المسلمين فيه لأداء العبادات كالصلاة وقراءة القرآن، والتسبيح وذكر الله، وإقامة المحاضرات الدينية، لذا جعل الله تعالى حفض الصوت ضمن آداب المساجد، كي لا تزعج الأصوات العالية المصلين والمتعبدين، وتقطع خشوعهم. فلابد من توفير الهدوء والبيئة المناسبة في المسجد للعبادة.
ويتسم المصلون في مساجد البحرين بالالتزام بجميع آداب المساجد، سواء من خفض الصوت أو الحفاظ على نظافة المسجد وترتيبه، ويشهد بهذا كل من يرتاد المساجد من غير البحرينيين فهم يعبرون عن سعادتهم بمدى الهدوء والنظافة في المساجد في البحرين.
ولكن في السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ ظاهرة جديدة وهي: أن هناك أطفالاً يحضرون المساجد بهدف الصلاة، والبعض بمرافقة أمهاتهم، أوآبائهم، وتلك ظاهرة حسنة أن يعود الأطفال على ارتياد المساجد، ويتنشأ التنشئة الصالحة، ويعتاد على العبادة من الصغر.
والحقيقة أنني من المؤيدين لتشجيع الأطفال على ارتياد المساجد، ومشاركتهم للصلاة ولكن هناك شروط، وأهمها أن يعود الطفل على الالتزام بآداب المساجد، وأهمها حسن المظهر ولبس الملابس النظيفة، والتطيب بأطيب العطور، والحفاظ على نظافة المسجد، والأهم الحفاظ على الهدوء في المسجد. ولكنا نلاحظ ظاهرة الفوضى والإزعاج الذي يسببه الأطفال، فتجد الأطفال يتحدثون بصوت عالٍ، ويسيرون أمام المصلين، والبعض يجري بين أروقة المسجد وكأنه يجري في حديقة أو ساحة المدرسة، حتى أن بعض الأطفال يلعبون لعبة الاستغماية في المسجد، وكأن المسجد تحول لملعب، وكلنا نلاحظ أن هذه الظاهرة تكثر في مصليات النساء، والمشكلة أن بعضهن يحضرن أطفالاً تقل أعمارهم عن العام الواحد، فليس الهدف من مرافقة الطفل لأمه تعويده على الصلاة، بل لأن الأم تريد حضور صلاة الجماعة ولا تجد من يحتضن صغيرها في المنزل أثناء غيابها، فيزعج الصغير المصلين بصياحه.
والغريب أن أئمة المساجد ينبهون الأمهات عدة مرات على عدم مرافقة الأطفال الصغار للمسجد، وتعويد الأطفال الكبار على آداب المسجد لكن تقابل الأمهات هذا التنبيه بالتجاهل، لا أدري ما سبب هذه التجاهل، هل لأنهن غير قادرات على السيطرة على سلوكيات وتصرفات أبنائهن، أو لأنهن لا يفقهن لغة إمام المسجد وتنبيهاته، لأنهن لا يفقهن اللغة العربية. وهنا أرى ضرورة تخصيص سيدات في أقسام النساء ناطقات بلغات مختلفة يوجهن الأمهات لضبط سلوكيات أبنائهن، وإلزامهن بآداب المساجد، وعدم إزعاج المصلين، تقبل الله من الجميع صيامهم وطاعتهم...
ودمتم سالمين