خمسة وعشرون عاماً مضت منذ تولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم، وبهذه المناسبة رفع علم اليوبيل الفضي على السواري في المواقع ذات الصلة، ولرفع هذا العلم دلالة يجدر بنا أن نتأملها، فهناك دلالات واضحة على خلق بيئة ومناخ يدعم عملية البناء والتنمية ويحقق الاستدامة لها، في مجالات عدة. إن المتتبع لتاريخ البحرين ونهضتها خلال هذه المرحلة، يرصد بوضوح نهضة مملكة البحرين، في مجال التنمية ودعم وتعزيز القطاع الخاص في قطاعاته المختلفة، فمنذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، تم تهيئه المناخ المناسب لإنشاء العديد من المؤسسات الخاصة الخدماتية، مثل المستشفيات الخاصة، والمدارس الخاصة، وكذلك الجامعات الخاصة، فلا يضطر المواطن للسفر ودفع المبالغ الطائلة للحصول على بعض الخدمات مثل التعليم والعلاج، بل على العكس باتت البحرين هي مقصد الخليجيين والعرب للحصول على هذه الخدمات، ليشكلوا بذلك مورداً اقتصادياً هاماً.
ومن يتتبع تاريخ تطور التعليم في مملكة البحرين، يلاحظ أنه لم يكن في البحرين سوى جامعات ومعاهد حكومية فقط، وقد كان هناك فئة كبيرة من الطلبة يضطرون للسفر للخارج لاستكمال تعليمهم العالي، ولكن مع تهيئة المناخ المناسب، وتطوير التشريعات والأنظمة والقوانين، بحيث تسمح لإنشاء جامعات خاصة ذات مستوى علمي عالي، فتحت الفرص لإيجاد فرص لمواصلة التعليم العالي في البحرين بدل من السفر للخارج لاستكمال التعليم، وذلك بإنشاء جامعات خاصة، ذات مستوى علمي عالي.
وتعتبر الجامعة الأهلية هي أول جامعة تأسست في البحرين في 21 مارس 2001 بموجب قرار لمجلس الوزراء، بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني حيث ذكر الميثاق في فصله الأول أن الدولة تشجع إنشاء الجامعات الأهلية والخاصة.
حيث تخرج منها أفواج من الطلبة البحرينيين والخليجيين، وقد تطور أداء هذه الجامعة حتى وصلت للعالمية، حيث حصلت على الاعتماد الأكاديمي الدولي ABET لكلية تكنولوجيا المعلومات كما وحصلت على الاعتماد العالمي AACSB لكلية إدارة الأعمال، وصنفت عالمياً من قبل مؤسسات التصنيف العالمية مثل QS حيث ترتيبها عالمياً 651 وعربياً 34، كذلك الجامعة مصنفة من قبل التايمز للتعليم العالي وترتيبها 101+ عالمياً في مؤشرات التنمية المستدامة وتحتل المركز 14 عالمياً في جودة التعليم من التايمز، وتعتبر الجامعة، شاهداً على نجاح تجربة دعم وتعزيز التعليم العالي الخاص في عهد جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه. إن استمرار نجاح هذه الجامعة وتطور البرامج الدراسية بها، لهو مؤشر على وجود مناخ ملائم ومحفز لإنشاء مؤسسات تعليمية خاصة لمدة ربع قرن من الزمان خلالها اجتازت الجامعة العديد من التقييمات الدولية العالمية لتكون أنموذجاً تعتز به مملكة البحرين. فقد تطورت برامجها العلمية المطروحة، وتنوعت مشاركاتها في مجال البحث العلمي، فكان لها مكانة في المحافل العلمية العالمية، لترفع علم البحرين عالياً في تلك المحافل، وكلنا نفخر أن هناك تشجيعاً ودعماً واضحاً لأساتذة الجامعة لإنتاج المعرفة، وترك الأثر من خلال مشاركة الأساتذة والطلبة على حد سواء في مجال البحث العلمي، فهناك العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات العلمية العربية والأجنبية لأساتذة الجامعة الأهلية وطلبتها، كما أن الجامعة تهتم بإصدار مجلة علمية. وكلنا أمل أن تستمر هذه المؤسسة في مسيرتها العلمية نحو المزيد من التطوير لتكون شاهداً على وجود بيئة ومناخ محفز في مملكة البحرين لاستمرار مؤسسات القطاع الخاص في المزيد من العطاء والتطوير.
إن وجود المناخ الملائم لإنشاء ونمو المؤسسات العلمية التعليمية بأنواعها، سواء روضات، أو مدارس، أو جامعات، لهو مؤشر على قوة واستدامة عملية التنمية في مملكة البحرين، وتشكل نهضة حضارية تسطر في كتب التاريخ.. ودمتم سالمين.