في اليوم العالمي للتراث الموافق 18 أبريل من كل سنة، تحتفل الشعوب والدول بهذا اليوم تمجيداً لإنجازاتها واعتزازاً بموروث أسلافها، وكذلك، تقديراً لأهميّة الدور الذي يلعبه التراث في حفظ هوية المجتمع، وأيضاً العمل على ترسيخ الوعي بهذه الأهمية لدى الجيل الصاعد من أبناء المجتمع.
وفي هذا الإطار تولي مملكة البحرين اهتماماً خاصاً بالتراث البحريني ليس فقط من خلال الاحتفاء به في اليوم العالمي للتراث ولكن أيضاً بالعمل الدؤوب في الحفاظ عليه وإحيائه والتعريف به بين مختلف الثقافات، ووضعه على رأس قائمة أجندتها وأولوياتها.
وقد تجلى ذلك في الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في منتصف شهر أكتوبر من العام الماضي، الذي وجه فيه أمراً ملكياً سامياً بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وإحياء قصر عيسى الكبير، أحد أبرز المواقع الأثرية والمعالم العمرانية القديمة، وتطوير مدينة المحرق بما يحفظ هويتها التاريخية والثقافية.
وقد تبلور هذا الاهتمام الذي تضمنه الأمر السامي في المباشرة الفعلية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بزيارة إلى محافظة المحرق ليتم إطلاق خطة تطوير مدينة المحرق وتفعيل خطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وترسيخ البُعد الثراثي الخاص بكل ربوع مملكة البحرين، حيث أطلق سموه على مدينة المحرق ما جاء عنها في قول حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله «أم المدن»، باعتبارها مدينة العراقة والأصالة، لامتداد تاريخها عمقاً في جذور حضارة البحرين على نحو هو محل اعتزاز وفخر بين الأمم.
إنّ الاهتمام بالتراث والحفاظ عليه والطابع المميّز له والعمل على استدامة إثرائه، يجعل، كما هو الشأن لمدينة المحرق، مكانة خاصة للمدينة في قلوب أهلها وكذلك في قلوب كافة المدن من ربوع الوطن، الأمر الذي يغذّي روح المُواطنة ويعزز أواصر الولاء للوطن.