مع نفحات العيد التي تملأ الأجواء، ترتسم البسمات على الوجوه وتعم الفرحة القلوب، لكن في غزة، هذه الفرحة مشوبة بالأسى والدماء، حيث تحول العيد إلى ذكرى مؤلمة لا تغيب عن الأذهان، فمع كل ضحكة طفل، يرن صدى الألم في القلوب، تذكرنا بأن الفرحة ليست كاملة ولا يمكن أن تكون، ففي غزة يبدو العيد كثوب جديد يخفي تحته جروحاً عميقة، وبينما تتلألأ الفرحة في عيون الأطفال، تكون القسوة واضحةً في زوايا الشوارع، حيث الدماء والجثث ورائحة الموت تخالط رائحة العيد.
عودة لك قارئي الكريم فكل عام وأنت بخير في أيام عيد الفطر حيث يصبح إسعاد الأطفال مهمة صعبة وسط زحمة الأماكن المعدودة المتاحة للترفيه، كالمطاعم وأماكن اللعب القليلة، والتي يفترض أن تكون ملاذاً للفرح، تتحول إلى معارك صغيرة من الزحام يتنافس فيها الأهالي على إعطاء أطفالهم جرعة من الفرح.
وهروباً من الزحام سنحت لي فرصة حضور مسرحية «Chance to Dance» للمخرج البحريني الرائع فهد زينل، وهي مسرحية تعيد للأذهان فكرة المرح البريء والترفيه الخلاق الذي يمكن أن يكون مناسباً للأفراد من جميع الأعمار، والتي برع في كتابتها الفذ عثمان الشطي، فالمسرحية بأدائها المتميز وإخراجها الفني العالي وطاقم تمثيلها المبدع، قدمت نموذجاً مثالياً لكيفية إحياء مسرح الطفل الذي كان يحتضر دون وضع الأهل تحت الضغط خوفاً من مشهد لا يتناسب مع عمر طفلهم.
فهد زينل بصحبة فريقه «Mask Crew»، لم يكتفِ بتقديم عرض ممتع فحسب، بل أعاد إلى مسرح الطفل روحه وبريقه، مخلقاً وجهة ترفيهية جديدة للعائلات التي تبحث عن محتوى ثقافي غني ومناسب لأطفالهم، إن إعادة إحياء هذا النوع من المسرح تشكل إضافة قيّمة للساحة الثقافية والسياحية في البحرين، فلقد رأيت الكثير من العائلات الخليجية حاضرة للعرض ومتفاعلة معه.
وهنا نصل إلى تفرّد الأنواع المسرحية المختلفة؛ فبين المسرح التجاري الكوميدي الذي قد لا يناسب العائلات ذوي الأطفال دائماً، والمسرح النخبوي الذي يستهدف الجمهور المثقف ويميل أحياناً للتراجيديا، يبرز مسرح الطفل كخيار مثالي يجمع بين التعليم والترفيه.
كما لا يمكننا إغفال الدور الهام الذي لعبته وزارة شؤون الشباب في هذه النهضة المسرحية، حيث قدمت دعماً لا يُستهان به للمواهب الشابة والطاقات الفنية الناشئة، كذلك الدعم المتواصل من الوزارة لمسرح الطفل والمسرح العائلي يعد عاملاً مؤثراً في إعادة تنشيط هذا الفن الجميل وذلك من خلال رعايتهم لهذه المسرحية.
فبفضل هذه الجهود، تمكنت البحرين من تقديم مسرحيات تليق بأعلى المعايير العالمية، مع التركيز على القيم التعليمية والتربوية التي يمكن أن تعود بالنفع على الأطفال والعائلات على حد سواء، فالوزارة من خلال دعمها، لم تقتصر على التمويل فقط، بل قدمت منصات لعرض هذه الأعمال وفتحت المجال للحوارات الثقافية التي تعزز من قدرة الفن على التأثير في المجتمع.
إن إعادة الحياة لمسرح الطفل لا تعني فقط تقديم ترفيه للصغار، بل هي إعادة إحياء لتقليد ثقافي عريق، تقليد جعل البحرين معروفة بغنى مسرحها وتنوعه، وبفضل جهود فهد زينل وفريقه الذين كانوا بمثابة قبلة حياة لمسرح الطفل، والدعم الكبير من وزارة الشباب، أصبح للعائلات الآن وجهة جديدة تسمح لهم بالاستمتاع بجودة المسرحيات التي تناسب جميع الأعمار، وتعيد للمسرح روحه الأصيلة التي كانت على وشك الاندثار.
وضمن فعاليات العيد ينبغي لنا أن نصفق بحرارة للمسرحية الإقليمية التي أخرجها العم سام والتي شهدت تمثيلية لعدد من الممثلين الإيرانيين والإسرائيليين مع إسدال الستار دون تصفيق الجمهور الذي كشف حبكة المسرحية قبل انطلاقها.
عودة لك قارئي الكريم فكل عام وأنت بخير في أيام عيد الفطر حيث يصبح إسعاد الأطفال مهمة صعبة وسط زحمة الأماكن المعدودة المتاحة للترفيه، كالمطاعم وأماكن اللعب القليلة، والتي يفترض أن تكون ملاذاً للفرح، تتحول إلى معارك صغيرة من الزحام يتنافس فيها الأهالي على إعطاء أطفالهم جرعة من الفرح.
وهروباً من الزحام سنحت لي فرصة حضور مسرحية «Chance to Dance» للمخرج البحريني الرائع فهد زينل، وهي مسرحية تعيد للأذهان فكرة المرح البريء والترفيه الخلاق الذي يمكن أن يكون مناسباً للأفراد من جميع الأعمار، والتي برع في كتابتها الفذ عثمان الشطي، فالمسرحية بأدائها المتميز وإخراجها الفني العالي وطاقم تمثيلها المبدع، قدمت نموذجاً مثالياً لكيفية إحياء مسرح الطفل الذي كان يحتضر دون وضع الأهل تحت الضغط خوفاً من مشهد لا يتناسب مع عمر طفلهم.
فهد زينل بصحبة فريقه «Mask Crew»، لم يكتفِ بتقديم عرض ممتع فحسب، بل أعاد إلى مسرح الطفل روحه وبريقه، مخلقاً وجهة ترفيهية جديدة للعائلات التي تبحث عن محتوى ثقافي غني ومناسب لأطفالهم، إن إعادة إحياء هذا النوع من المسرح تشكل إضافة قيّمة للساحة الثقافية والسياحية في البحرين، فلقد رأيت الكثير من العائلات الخليجية حاضرة للعرض ومتفاعلة معه.
وهنا نصل إلى تفرّد الأنواع المسرحية المختلفة؛ فبين المسرح التجاري الكوميدي الذي قد لا يناسب العائلات ذوي الأطفال دائماً، والمسرح النخبوي الذي يستهدف الجمهور المثقف ويميل أحياناً للتراجيديا، يبرز مسرح الطفل كخيار مثالي يجمع بين التعليم والترفيه.
كما لا يمكننا إغفال الدور الهام الذي لعبته وزارة شؤون الشباب في هذه النهضة المسرحية، حيث قدمت دعماً لا يُستهان به للمواهب الشابة والطاقات الفنية الناشئة، كذلك الدعم المتواصل من الوزارة لمسرح الطفل والمسرح العائلي يعد عاملاً مؤثراً في إعادة تنشيط هذا الفن الجميل وذلك من خلال رعايتهم لهذه المسرحية.
فبفضل هذه الجهود، تمكنت البحرين من تقديم مسرحيات تليق بأعلى المعايير العالمية، مع التركيز على القيم التعليمية والتربوية التي يمكن أن تعود بالنفع على الأطفال والعائلات على حد سواء، فالوزارة من خلال دعمها، لم تقتصر على التمويل فقط، بل قدمت منصات لعرض هذه الأعمال وفتحت المجال للحوارات الثقافية التي تعزز من قدرة الفن على التأثير في المجتمع.
إن إعادة الحياة لمسرح الطفل لا تعني فقط تقديم ترفيه للصغار، بل هي إعادة إحياء لتقليد ثقافي عريق، تقليد جعل البحرين معروفة بغنى مسرحها وتنوعه، وبفضل جهود فهد زينل وفريقه الذين كانوا بمثابة قبلة حياة لمسرح الطفل، والدعم الكبير من وزارة الشباب، أصبح للعائلات الآن وجهة جديدة تسمح لهم بالاستمتاع بجودة المسرحيات التي تناسب جميع الأعمار، وتعيد للمسرح روحه الأصيلة التي كانت على وشك الاندثار.
وضمن فعاليات العيد ينبغي لنا أن نصفق بحرارة للمسرحية الإقليمية التي أخرجها العم سام والتي شهدت تمثيلية لعدد من الممثلين الإيرانيين والإسرائيليين مع إسدال الستار دون تصفيق الجمهور الذي كشف حبكة المسرحية قبل انطلاقها.