قد يختلف معي كثيرون هنا، وبالأخص ممن ينجرفون خلف العواطف، أو أولئك الذين يرون أن آراءهم يجب أن تتشكل ضمن مجموعات، وأنهم لابد أن يتبعوا جموعاً حتى يكون لرأيهم قيمة.
ما يحصل اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أقل من ثلاثة أسابيع من تولي الرئيس دونالد ترامب إدارة الأمور، حالة تستوجب الدراسة.
أولاً انتبهوا إلى أن ما يصل إلينا، هو ما تنقله وكالات الأنباء والقنوات الإعلامية، وما يتصدر «الترند» في وسائل التواصل مما ينشره أشخاص يتبعهم «فولورز» يقدرون بالملايين.
أي أن ما يصل إلينا له أهداف ومباعثه ومسوغاته، لكن البحث هنا للحكم على الأمور، يكون بالوصول للإنسان البسيط المتأثر بالقرارات الإدارية، والذي له رأي في عملية الانتخاب، وله صوت يدلي به، إذ هؤلاء ملايين منهم مغيب رأيهم عن الإعلام.
قبل الحكم على الرئيس ترامب، يفترض أن ننتبه إلى مسألة هامة هنا، تتمثل في أن هناك ملايين صوتوا له من الشعب الأمريكي، وأنه فاز في الانتخابات وحصل على كرسي الرئاسة، رغم كثير من المؤشرات التي قدمتها غالبية وسائل الإعلام الأمريكية التي كانت تبشر بفوز منافسته هيلاري كلينتون، إلا بعض القنوات التي كانت تركز على ما يقوله ترامب.
ذكرنا سابقاً في معرض الحديث عن المناظرات الثلاث التي تمت في فترة الانتخابات، وبتحليل أسباب فوز ترامب وخسارة هيلاري، أن المعادلة كانت بسيطة جداً، فهيلاري التي كانت جزءاً من نظام باراك أوباما كانت تتحدث مع الشعب الأمريكي عن الخارج، عن السياسات وعن العلاقات مع الدول وتبرر صرف مليارات الدولارات على الحروب، وكانت تغازل الأقليات وحتى المهاجرين غير الشرعيين، في حين كان ترامب يتحدث عن الداخل، ويخاطب المواطن الأمريكي البسيط بلغة يفهمها، لغة تتحدث عن مدخوله وعن اقتصاد بلاده، وعن سياسات خاطئة يجب أن تصحح، لأن في تصحيحها صالح المواطن الأمريكي، وعلى رأسها ملفات مثل المهاجرين واللاجئين وأيضاً المهاجرين غير الشرعيين.
لو لاحظتم، فإن أغلب ما صرح به ترامب «علانية» وأغلب ما كشفه من خططه حين يتولى الرئاسة، أمور قالها بصريح العبارة وبشكل مباشر خلال فترة الانتخابات، أي أن الرجل قدم خطته على الملأ دون تحريف، ومع ذلك فاز بأصوات الملايين وكسب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
اليوم، لا تحتاج المسألة إلى عاقل حتى يدرك أن أغلب القنوات الإعلامية الأمريكية تميل للحزب الديمقراطي، بل محسوبة بشكل صريح عليه، وأن هناك عناصر من الحزب تعمل بشكل مباشر وغير مباشر لإضعاف فترة ترامب، رأيتم كيف خرج جون كيري من عباءة وزارة الخارجية ليتجه مباشرة إلى الشارع مع كلبه، ويشارك في تظاهرة ضد ترامب.
رأينا كيف أن باراك أوباما لم يتحمل لأكثر من أسبوعين، وخرق المبدأ الأدبي الذي ينص على عدم إقدام أي رئيس أمريكي سابق على انتقاد من خلفه في الكرسي الأبيض، فقام بانتقاد بعض السياسات، وكأنه يسعى بشكل واضح لإثارة الناس على ترامب.
تهويل مسألة استهداف الإسلام عملية تنطلي على من يتعامل مع الموضوع بسطحية، فترامب لم يعلن حرباً صليبية تشن على المسلمين جميعاً، هو تحدث وبلغة واضحة عن الإسلام السياسي والتطرف والتشدد وأولئك الذين يسمون أنفسهم مجاهدين في حين هم عناصر تنتمي لكيانات إرهابية، وهي نفس التسميات ونفس التصويرات التي نؤمن بها أنفسنا، عبر انتقادنا الدائم لتجار الدين وللحركات الراديكالية الثيوقراطية، ونسعى لإبعاد التهم عنا وعن ديننا.
لكن هنا، هل يلام ترامب على أنه يتخذ التدابير لحماية أمن بلاده، أو لحماية مكتسبات المواطن الأمريكي التي تتضرر من استمرار استقبال المهاجرين، أو إضعاف النظام ليحتوي المهاجرين غير الشرعيين، أو التصدي لأي مشتبه بصلته مع الإرهاب؟!
الرجل يقوم بما يراه مناسباً لبلاده ولمواطنيه، الذين يمثلون الأغلبية الصامتة، الذين لا يملكون منابر يتحدثون من خلالها، ولا يمثلهم مشاهير وسياسيين، واضح تماماً أن خصال ترامب وشخصيته وتركيبتها «أثارتهم» ووصلت بشخص مثل الممثل الشهير روبيرت دي نيرو للتهديد بالاعتداء عليه جسدياً في فترة الانتخابات. ما يهمني هنا كمواطن خليجي، هو علاقة ترامب ببلداننا، عمليات ضبط الدخول لأمريكا لم تطل دول الخليج، بل طالت دولاً بعضها باتت ولايات خاضعة لإيران، ودولاً فيها تغلغل واضح لأذرع إيرانية، وعليه فالاستهداف هنا ليس للإسلام الذي أنا أنتمي له، بل للإسلام الذي تستغله إيران وتستعمله وتمارس الإرهاب باسمه.
ما يهمني هو الطاقم الإداري له، وتوجهاتهم، وفي هذا الشأن لابد من مقال مفصل يبين العناصر الإدارية التي سيعتمد عليها ترامب في فترة حكمه. وللعلم، إنهم كلهم من أصحاب المواقف المناهضة لإيران، ومن أصحاب المواقف الداعمة لدول الخليج العربي، وممن يعملون بشكل واضح ومباشر، لا بشكل ملتوٍ ويكيدون المكائد مثل أوباما وهيلاري ومن محسوب عليهم.
وبالتالي، أمامنا حالة يمارس فيها حاكم منتخب من ملايين صلاحياته، يفرض قوانين صارمة تحفظ حق المواطن الذي يزاحمه المهاجر واللاجئ والمتحايل على القانون، يرفض أن يكون في إدارته شخص لا يلتزم بوحدة القرار، ولذلك أقال القائمة بمنصب وزير العدل لأنها حاولت ركوب موجة الشهرة ورفضت تنفيذ الأوامر العليا.
أمامنا رجل يعرف تماماً ما يريد، قام باتصالات مهمة مع قادتنا في دول مجلس التعاون على رأسهم جلالة الملك وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بدأ ينفذ ما وعد بالقيام به خلال حملته، وهي الوعود التي قدمها وصوت له ملايين وأوصلوه للبيت الأبيض.
ترامب رئيس «غير تقليدي» لذلك هو يتعرض لموجة هجوم شرسة، وراءها الحزب الذي خسر خسارة موجعة أمامه، بعد أن كان يحتفل طوال عامين بتنصيب مرشحته، التي من الواضح أنها لا تؤمن أبداً بنتائج الديمقراطية.
ما يحصل اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أقل من ثلاثة أسابيع من تولي الرئيس دونالد ترامب إدارة الأمور، حالة تستوجب الدراسة.
أولاً انتبهوا إلى أن ما يصل إلينا، هو ما تنقله وكالات الأنباء والقنوات الإعلامية، وما يتصدر «الترند» في وسائل التواصل مما ينشره أشخاص يتبعهم «فولورز» يقدرون بالملايين.
أي أن ما يصل إلينا له أهداف ومباعثه ومسوغاته، لكن البحث هنا للحكم على الأمور، يكون بالوصول للإنسان البسيط المتأثر بالقرارات الإدارية، والذي له رأي في عملية الانتخاب، وله صوت يدلي به، إذ هؤلاء ملايين منهم مغيب رأيهم عن الإعلام.
قبل الحكم على الرئيس ترامب، يفترض أن ننتبه إلى مسألة هامة هنا، تتمثل في أن هناك ملايين صوتوا له من الشعب الأمريكي، وأنه فاز في الانتخابات وحصل على كرسي الرئاسة، رغم كثير من المؤشرات التي قدمتها غالبية وسائل الإعلام الأمريكية التي كانت تبشر بفوز منافسته هيلاري كلينتون، إلا بعض القنوات التي كانت تركز على ما يقوله ترامب.
ذكرنا سابقاً في معرض الحديث عن المناظرات الثلاث التي تمت في فترة الانتخابات، وبتحليل أسباب فوز ترامب وخسارة هيلاري، أن المعادلة كانت بسيطة جداً، فهيلاري التي كانت جزءاً من نظام باراك أوباما كانت تتحدث مع الشعب الأمريكي عن الخارج، عن السياسات وعن العلاقات مع الدول وتبرر صرف مليارات الدولارات على الحروب، وكانت تغازل الأقليات وحتى المهاجرين غير الشرعيين، في حين كان ترامب يتحدث عن الداخل، ويخاطب المواطن الأمريكي البسيط بلغة يفهمها، لغة تتحدث عن مدخوله وعن اقتصاد بلاده، وعن سياسات خاطئة يجب أن تصحح، لأن في تصحيحها صالح المواطن الأمريكي، وعلى رأسها ملفات مثل المهاجرين واللاجئين وأيضاً المهاجرين غير الشرعيين.
لو لاحظتم، فإن أغلب ما صرح به ترامب «علانية» وأغلب ما كشفه من خططه حين يتولى الرئاسة، أمور قالها بصريح العبارة وبشكل مباشر خلال فترة الانتخابات، أي أن الرجل قدم خطته على الملأ دون تحريف، ومع ذلك فاز بأصوات الملايين وكسب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
اليوم، لا تحتاج المسألة إلى عاقل حتى يدرك أن أغلب القنوات الإعلامية الأمريكية تميل للحزب الديمقراطي، بل محسوبة بشكل صريح عليه، وأن هناك عناصر من الحزب تعمل بشكل مباشر وغير مباشر لإضعاف فترة ترامب، رأيتم كيف خرج جون كيري من عباءة وزارة الخارجية ليتجه مباشرة إلى الشارع مع كلبه، ويشارك في تظاهرة ضد ترامب.
رأينا كيف أن باراك أوباما لم يتحمل لأكثر من أسبوعين، وخرق المبدأ الأدبي الذي ينص على عدم إقدام أي رئيس أمريكي سابق على انتقاد من خلفه في الكرسي الأبيض، فقام بانتقاد بعض السياسات، وكأنه يسعى بشكل واضح لإثارة الناس على ترامب.
تهويل مسألة استهداف الإسلام عملية تنطلي على من يتعامل مع الموضوع بسطحية، فترامب لم يعلن حرباً صليبية تشن على المسلمين جميعاً، هو تحدث وبلغة واضحة عن الإسلام السياسي والتطرف والتشدد وأولئك الذين يسمون أنفسهم مجاهدين في حين هم عناصر تنتمي لكيانات إرهابية، وهي نفس التسميات ونفس التصويرات التي نؤمن بها أنفسنا، عبر انتقادنا الدائم لتجار الدين وللحركات الراديكالية الثيوقراطية، ونسعى لإبعاد التهم عنا وعن ديننا.
لكن هنا، هل يلام ترامب على أنه يتخذ التدابير لحماية أمن بلاده، أو لحماية مكتسبات المواطن الأمريكي التي تتضرر من استمرار استقبال المهاجرين، أو إضعاف النظام ليحتوي المهاجرين غير الشرعيين، أو التصدي لأي مشتبه بصلته مع الإرهاب؟!
الرجل يقوم بما يراه مناسباً لبلاده ولمواطنيه، الذين يمثلون الأغلبية الصامتة، الذين لا يملكون منابر يتحدثون من خلالها، ولا يمثلهم مشاهير وسياسيين، واضح تماماً أن خصال ترامب وشخصيته وتركيبتها «أثارتهم» ووصلت بشخص مثل الممثل الشهير روبيرت دي نيرو للتهديد بالاعتداء عليه جسدياً في فترة الانتخابات. ما يهمني هنا كمواطن خليجي، هو علاقة ترامب ببلداننا، عمليات ضبط الدخول لأمريكا لم تطل دول الخليج، بل طالت دولاً بعضها باتت ولايات خاضعة لإيران، ودولاً فيها تغلغل واضح لأذرع إيرانية، وعليه فالاستهداف هنا ليس للإسلام الذي أنا أنتمي له، بل للإسلام الذي تستغله إيران وتستعمله وتمارس الإرهاب باسمه.
ما يهمني هو الطاقم الإداري له، وتوجهاتهم، وفي هذا الشأن لابد من مقال مفصل يبين العناصر الإدارية التي سيعتمد عليها ترامب في فترة حكمه. وللعلم، إنهم كلهم من أصحاب المواقف المناهضة لإيران، ومن أصحاب المواقف الداعمة لدول الخليج العربي، وممن يعملون بشكل واضح ومباشر، لا بشكل ملتوٍ ويكيدون المكائد مثل أوباما وهيلاري ومن محسوب عليهم.
وبالتالي، أمامنا حالة يمارس فيها حاكم منتخب من ملايين صلاحياته، يفرض قوانين صارمة تحفظ حق المواطن الذي يزاحمه المهاجر واللاجئ والمتحايل على القانون، يرفض أن يكون في إدارته شخص لا يلتزم بوحدة القرار، ولذلك أقال القائمة بمنصب وزير العدل لأنها حاولت ركوب موجة الشهرة ورفضت تنفيذ الأوامر العليا.
أمامنا رجل يعرف تماماً ما يريد، قام باتصالات مهمة مع قادتنا في دول مجلس التعاون على رأسهم جلالة الملك وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بدأ ينفذ ما وعد بالقيام به خلال حملته، وهي الوعود التي قدمها وصوت له ملايين وأوصلوه للبيت الأبيض.
ترامب رئيس «غير تقليدي» لذلك هو يتعرض لموجة هجوم شرسة، وراءها الحزب الذي خسر خسارة موجعة أمامه، بعد أن كان يحتفل طوال عامين بتنصيب مرشحته، التي من الواضح أنها لا تؤمن أبداً بنتائج الديمقراطية.