تشرّفت مع إخواني وأخواتي أهالي مملكة البحرين في يوم الأربعاء الموافق 23 أكتوبر 2024، وإنه لشرف عظيم، عندما التقينا بسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في الزيارة الميمونة في مجلسه العامر بإذن الله تعالى بقصر الصخير، حيث استقبل جلالته كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة ومعالي رئيسي مجلسي الشورى والنواب وكبار المسؤولين وعدداً من الأهالي وأصحاب الإنجازات، وذلك للتشرّف بالسلام على جلالته.

حيث رحّب جلالته -أيّده الله- بالجميع في هذا اللقاء المبارك الذي هو من العادات العربية الأصيلة التي نشأ عليها أهل البحرين الكرام منذ زمن بعيد والتي يحرصون على المحافظة عليها وباستمرار لما لها من تواصل حميم ودور أصيل في تعزيز الترابط والتكاتف وعلاقات الأخوّة والألفة والمحبة فيما بينهم.

حيث بدأ اللقاء بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، ثم تفضل جلالته بإلقاء كلمة السامية، والتي أشاد فيها بالنتائج المتميزة لبرنامج العقوبات البديلة، الذي يحظى بإشراف مهني، يمتاز بدقة التنفيذ والمرونة في التطوير، لوزارة الداخلية وكوادرها المخلصين.

كما شكر جلالته بهذه المناسبة معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية والحضور من القائمين على هذا المشروع النوعي الذين يعملون بكل جد واجتهاد وإخلاص للوصول به إلى أعلى المستويات المتقدّمة حيث وصلت جاهزيته إلى المستويات العالمية.

كما هنأهم جلالته على النجاح الواضح الذي حققه هذا المشروع وذلك من خلال ترجمة الأثر الإنساني والاجتماعي المرجو من ذلك البرنامج والمتمثل في منح المستفيدين منه الأمل الجديد والعودة إلى الذات والحياة الطبيعية والاندماج في المجتمع والمحافظة على استقرارهم وعوائلهم، كما وجّه جلالته المسؤولين على العمل بتطويره والتنويع فيه لخلق فرص يتمّ الاستفادة منها بشكل أكبر. وفي نهاية الكلمة بارك بالجهود المبذولة على ضوء ما أنجزه البرنامج، فنحن فخورون بكونه الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث بادرت مملكة البحرين، بمؤسساتها الدستورية والتنفيذية وفي سياق حرصها المستمر لتطوير المنظومة الجنائية، بأن يكون لها تجربتها الخاصة في هذا المجال، وبتشريعات وسياسات تعتمد نهج العدالة الإصلاحية المعززة للحقوق الإنسانية.

ومن ثَمَّ ألقى معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية كلمة قال فيها 'إنه ليوم مبارك في حضرة المقام السامي وإنني أتشرّف باسمي وبالأصالة عن كافة منتسبي وزارة الداخلية بأن أرفع خالص الولاء والامتنان لجلالتكم -أيّدكم الله- على اللفتة الملكية الكريمة لتفضلكم باستقبال نخبة من أبنائكم وبناتكم من مرتب الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة والذين هم في واقع الأمر ينضمون إلى ركب شباب البحرين المتألق بإخلاصه وولائه وصدق انتمائه إنهم شباب حمد'.

ثم تشرّف سعادة الشيخ خالد بن راشد بن عبدالله آل خليفة مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة ومنتسبو الإدارة بالسلام على جلالة الملك المعظم، حيث أعرب جلالته عن شكره وتقديره للجميع على الجهود التي يبذلونها في تأسيس وتنفيذ هذا القانون في مملكة البحرين، بالإضافة إلى إنشاء السجون المفتوحة، متمنياً للجميع دوام التوفيق.

وخلال اللقاء والسلام على جلالته تبادل الحديث مع الحضور وكانت هذه الجلسة جلسة أخوية أريحية، احتضن جلالته الحضور بكلماته الحنونة النابعة من القلب إلى القلب، والتي دائماً ما يذكرنا باللحمة الوطنية والمحبة الصادقة، وهذه العادة الكريمة من جلالته أن يلتقي بمواطنيه ويوجّههم بالتوجيه الخيّر الذي يعود نفعة على البلاد والعباد، وعادةً ما تكون هذه اللقاءات فرصة اللقاء بين القائد وشعبه الملتف حوله في كل الظروف، كم نحتاج إلى مثل هذه الجلسات التي تذكّرنا بمجالس الآباء والأجداد التي يتم فيها التشاور وتُطرح فيها الحكم وتتناثر فيها أبيات الشعر والقصائد وتُتلى فيها آيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة. وبالمناسبة هذه السنة المباركة التي نحتفل فيها بمرور خمسة وعشرين عاماً على تولّي جلالته مقاليد الحكم.

وختاماً، لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بالدعاء سائلين الله تبارك وتعالى أن يحفظ جلالته، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء ويرعاهم ويسدد خطاهم ويمتعهم بوافر الصحة والسعادة ودوام العافية والعمر المديد ونعمة الأمن والأمان، ويهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة لمواصلة قيادة مسيرة الخير والعطاء المباركة التي تشهدها المملكة في عهدهم الزاهر.