سنحت لي الفرصة أن أحضر جلسات اليوم الثاني من مؤتمر بوابة الخليج «العالمي» الذي أقيم الأسبوع الماضي في فندق فورسيزونز الفخم في خليج البحرين.
والمؤتمر الذي نظمه مجلس التنمية الاقتصادية واقتصرت جلساته على المدعوين فقط استضاف شخصيات بارزة في قطاعات التكنولوجيا والصيرفة والاستثمار والصناعة وكذلك القطاع الحكومي وكان هدفه مناقشة أفكار ومشاريع المستقبل وتوفير بيئة مناسبة للتعاون بين القطاعين الخاص والرسمي واستكشاف الفرص الاستثمارية في المنطقة.
وصادف أن الجلسة الأولى التي حضرتها كانت لرئيس مجلس إدارة ألمنيوم البحرين (ألبا) السيد خالد عمرو الرميحي الذي كعادته تحدث بطلاقة وبصراحة وأبدى تفاؤلاً حول عملية الاندماج المحتملة بين شركة التعدين العربية السعودية (معادن) و(ألبا) التي تم الإعلان عنها في سبتمبر الماضي مؤكداً أنه في حال تم الاندماج سيؤدي ذلك إلى تأسيس كيان جديد يحتل المرتبة السابعة عالمياً في تصنيع الألمنيوم وأشار أن للاندماج منافع كبيرة لألبا أبرزها دخولها السوق السعودي.
وتصريحه هذا هو تأكيد على أهمية التكتلات الكبيرة في مجال صناعة الألمنيوم التي نجحت دول الخليج أن تكون لاعباً أساسياً فيها.
بعدها مباشرة انطلقت جلسة الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة (أوراكل) السيدة سفرة كاتز، التي استفادت من فرصة الحديث في المؤتمر لعرض مميزات التكنولوجيا السحابية التي توفرها (أوراكل) للمؤسسات. وعلى الرغم من أن الحديث غلب عليه الترويج لأوراكل إلا أن حضور ومشاركة السيدة كاتز التي تدير شركة بلغت عوائدها في ٢٠٢٤ حوالي ٥٣ مليار دولار وتعد من أكبر وأهم شركات التكنولوجيا في العالم أمر يدعو للإعجاب ويؤكد أهمية ومكانة المؤتمر الذي عقد على أرض البحرين.
الجلسة الأخيرة التي سنحت لي الفرصة أن أحضرها شارك فيها محافظ مصرف البحرين المركزي السيد خالد إبراهيم حميدان الذي استهلّ كلامه بالقول إن ثلثي الاستثمارات الأجنبية المباشرة FDI ذهبت للقطاع المصرفي البحريني والذي يمثل المواطنون ٧٠٪ من عدد العاملين فيه وهي حقائق استحقت أن تذكر أمام جمهور المؤتمر لإبراز حجم القطاع وكذلك لتبيان كفاءة العنصر المحلي.
كما تحدث بهدوء وثقة في رده على أسئلة المحاورة اللبنانية مايا حجيج حول المخاوف من التطور التكنولوجي السريع وتحديداً الذكاء الاصطناعي ومدى مواكبة التشريعات له وأكد أن الذكاء الاصطناعي يعد مرحلة من مراحل التطور التكنولوجي مبيناً أن القطاع المصرفي سبق و أن مر بتطورات تكنولوجية نجح في استيعابها والتأقلم معها.
وشدد السيد حميدان على ضرورة التأني في التعامل مع المستجدات تجنباً لحدوث خلل في النظام المالي ولضمان تدوير المال النظيف بدلاً من المال غير القانوني.
و أرى أن هذا المؤتمر الذي جمع أسماء من العيار الثقيل في عدة تخصصات لابد له أن يستمر على أرض البحرين بشكل دوري ودون توقف (للعلم النسخة الأولى كانت في ٢٠١٩).
فعلى الرغم من المنافسة الشديدة في المنطقة لاستضافة مؤتمرات الاستثمار ذات الطابع العالمي إلا أن البحرين وكعادتها تقدم تجربة فريدة في استضافتها للتجمعات العالمية مثل سباق (الفورمولا ١) و(حوار المنامة) والآن (بوابة الخليج) أساسها القرب بين الزائر والمستضيف وكما قال خالد الرميحي على هامش المؤتمر - الذي بدأ في عهده عندما كان رئيساً تنفيذياً لمجلس التنمية الاقتصادية - إن ما يميز مؤتمر بوابة الخليج في البحرين عن غيره من مؤتمرات شبيهة هو سهولة وصول المستثمر لصناع القرار مما يسرع من التواصل وتبادل وجهات النظر وعقد الصفقات مؤكداً أن حجم البحرين الصغير يعد ميزة كبيرة ويجعلها مختبراً للأفكار التجارية الجديدة قبل نقلها إلى دول الخليج المجاورة.