تمثل الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك المعظم إلى المملكة المتحدة والتقاؤه بالملك تشارلز الثالث، أحد نماذج الدبلوماسية البحرينية بأبعادها الإقليمية والدولية، وذلك لما يحظى به جلالة الملك المعظم من احترام وتقدير على مختلف المستويات.الزيارة الملكية تأتي أيضاً ضمن مساعي مملكة البحرين في تعزيز رسالتها الإنسانية العالمية، والمتمثلة في دعواتها الصادقة لتعزيز الأمن والاستقرار العالمي، ومبادراتها النوعية في تجسير الهوة بين مختلف شعوب الأرض، انطلاقاً من قيمها الثابتة والقائمة على نشر السلام والتعايش وقبول الآخر ورفض كل أشكال الإرهاب والتطرف.مؤشرات نجاح الزيارة الملكية تمثلت فيما حظيت به من اهتمام كبير من الملك تشارلز الثالث، وحرصه على الالتقاء بجلالة الملك المعظم أكثر من مرة للتباحث في مختلف القضايا التي تهم الجانبين، وعلى رأسها التأكيد على عمق علاقات الصداقة والتعاون المشترك والمتميزة التي تربط العائلتين المالكتين، وسبل تطوير التعاون الثنائي وآفاق العمل المشترك.كما تطرقت المباحثات أيضاً إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين، وعلى رأسها الأوضاع في الشرق الأوسط، وضرورة تبنى المجتمع الدولي موقفاً ثابتاً وواضحاً بأهمية إحلال السلام في المنطقة، حيث أشاد جلالة الملك المعظم بما يمكن لبريطانيا أن تلعبه من دور محوري وأساسي على الساحة الدولية، مقدراً جهودها في ترسيخ ودعم الأمن والاستقرار والسلم والإقليمي والعالمي.العلاقات البحرينية البريطانية والممتدة لأكثر من مئتي عام، تشكل نموذجاً فريداً من التعاون والتفاهم المشترك بين دول العالم، عبر دبلوماسية نشطة وتفاهمات متواصلة حول أهم القضايا الدولية، وهو ما يسهم بالفعل في تعزيز الاستقرار الدولية، فمملكة البحرين كانت على الدوام شريكاً أساسياً في العديد من المبادرات العالمية الساعية لتعزيز الأمن، إلى جانب ما أطلقته من مبادرات دولية تصب في هذا الإطار.الحفاوة التي حظيت بها زيارة جلالة الملك المعظم إلى بريطانيا تمثلت في منح الملك تشارلز الثالث لجلالة الملك المعظم وسام فارس الصليب الأعظم الملكي الفيكتوري، والذي يعد من أعلى الأوسمة التي يمنحها ملك المملكة المتحدة، تقديراً لجهود جلالة الملك المعظم الدولية ومبادراته الإنسانية، وحرص جلالته على مواصلة تنمية علاقات التعاون بين البلدين.إضاءة«إن مملكة البحرين والمملكة المتحدة تربطهما صداقة قوية ومتجذرة تمتد لأكثر من قرنين من الزمان. وقد ساعدتنا هذه العلاقة الوثيقة في بناء نموذجنا البحريني الفريد في مجالات التعليم والصحة والمصارف والاستثمار والأمن والعدالة، فنحن في نهاية المطاف دولتان تتعايشان على التجارة والانفتاح والمشاركة». «جلالة الملك المعظم».