يساهم التعليم في تحسين مستوى المعيشة وزيادة فرص العمل، ووفقاً لتقرير اليونسكو لعام 2023، فإن التعليم يزيد من دخل الأفراد بنسبة تصل إلى 10% لكل سنة دراسية إضافية، أما بالنسبة لذوي الإعاقة، يساهم التعليم في دمجهم بشكل أفضل في المجتمع ويعزز استقلاليتهم.أيضاً يُظهر تقرير متخصص بذوي الإعاقة أن الذين يحصلون على تعليم جيد يكون لديهم فرصٌ أفضل لتحقيق النجاح والاندماج في سوق العمل، وهذا بالضبط ما اهتم به مؤتمر مناهج التعليم والتدريب الذي نظمته الجمعية البحرينية لمتلازمة داون الأسبوع الماضي، وذلك انطلاقاً من رؤيتها لتعزيز دور التعليم والتدريب في تحقيق التنمية المستدامة لذوي الإعاقة.مؤتمر مهم هدف إلى تقديم استراتيجيات تعليمية وتدريبية مبتكرة، تسهم في تحسين جودة الحياة للأفراد من متلازمة داون، وتمكينهم من المشاركة الفعّالة في المجتمع، ولكن الأجمل والذي رأيته محور المؤتمر بل جوهره وهو استعراض نماذج ملهمة من شباب الجمعية البحرينية لمتلازمة داون، الذين تجاوزوا التحديات التعليمية وأصبحوا موظفين في مختلف الشركات والمؤسسات، فهذه النماذج تمثل قصص نجاح تؤكد على أهمية التعليم والتدريب في تمكين الأفراد من متلازمة داون لتحقيق طموحاتهم والمشاركة بفعالية في المجتمع، والأهم العيش بكرامة.يشكّل التعليم للأطفال المصابين بمتلازمة داون أمراً حيوياً لتعزيز مهاراتهم وتحسين جودة حياتهم. فالدراسات تشير إلى أن التعليم المبكر والمستمر يمكن أن يساهم في تحسين الأداء الأكاديمي والاجتماعي للأطفال، كما تشير دراسات أخرى إلى أن الدعم الاجتماعي والتوجيه النفسي يمكن أن يساعد في تحسين مهاراتهم الاجتماعية والنفسية.أيضاً يتميز الأطفال من متلازمة داون بالعديد من الصفات الفريدة التي تجعلهم مصدر إلهام للمجتمع، فهم وذووهم وجمعيتهم يمثلون قصص نجاح ملهمة يمكن أن تكون بمثابة المنجم الحقيقي لتسليط الضوء على نماذج حية من المجتمع فيها من الكفاح والصبر والإصرار الشيء الكثير، فهم ممن يعملون في الخفاء، وهذا العمل لا يستشعره إلا من يقترب منهم.الجمعية البحرينية لمتلازمة داون، بطاقمها الاستثنائي في عطائه وتفانيه، أكدت من خلال تنظيمها لهذا المؤتمر على قدرات الأطفال من هذه الفئة على العمل إذا ما تلقوا التعليم والدعم المناسبين، فالعمل مهما كان بسيطاً يمكن أن يكون مصدراً للثقة بالنفس والاستقلالية، كما ويمكن أن يكون لديهم مواهب خاصة في بعض المجالات مثل الفنون والتكنولوجيا.مثل هذه النماذج من المتطوعين والعاملين في صمت دون ضجيج ودون بهرجة وخارج دائرة الضوء، كل الحق في الافتخار بعملهم، فما أسمى وما أروع ما يبذلونه من جهد من أجل خدمة الإنسان، خصوصاً إذا كان هذا الإنسان من أبناء البحرين ممن ولدوا بـ47 كروموسوماً بدلاً من 46.