عقد معهد البحرين للتنمية السياسية، واتحاد الصحفيين الخليجيين مؤخراً دورة نقاشية تناولت موضوع "دور الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في تشكيل الوعي السياسي". نظراً لما هذا الموضوع من أهمية متزايدة في ظل التطورات التكنولوجية السريعة التي نشهدها اليوم، والتي تؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعل الأفراد مع المعلومات السياسية وتشكيل آرائهم. حيث أصبح الإعلام الرقمي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبح مرجعاً أصيلاً للحصول على كافة المعلومات والتي من ضمنها المعلومات السياسية. وأصبحت هذه المنصات هي المنصات المفضلة لدى الكثير من الأفراد للتعبير عن آرائهم والمشاركة في النقاشات السياسية.
اتفق جميع المتحدثين في الندوة أن "الذكاء الاصطناعي" أصبح أمراً حتمياً، وأنه من المفترض أن يستفيد الجميع منه ومن الخصائص التي يتميز بها، محذّرين ومشددين في ذات الوقت على أهمية التحقق من صحة المعلومات التي يولّدها الذكاء الاصطناعي. كما أكدوا على أهمية استخدامه بشكل أخلاقي ومسؤول.
رأيي المتواضع
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في توليد المعلومات، فهو يركز على جمع المعلومات من محركات البحث بسرعة فائقة، ومحاولة تحليلها لكي يقدّم لك المعلومة التي طلبتها منه على طبق من "الألماس" وبسرعة تتجاوز الحدود، وهذا ما يجعلني قلقة حيال المضمون الموجود على محرّكات البحث!! فهل المضمون الموجود على محركات البحث يتناسب مع طموحنا في استغلال الذكاء الاصطناعي واعتماده كوسيلة مساندة في الإعلام والتوعية السياسية؟؟ أترك الإجابة لمتخذي القرار.
شرع الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي رحمه الله قبل بوفاته في مشروع وطني كبير يتمثل في نقل جميع المؤلفات البحرينية إلى كتب إلكترونية، وبوفاته رحمه الله توقف المشروع الذي كان سيسهم بلاشك في رفد محركات البحث بمضمون دقيق يسهم في توصيل معلومات صحيحة وبيانات دقيقة من الممكن أن تسهم تنمية الوعي الوطني والسياسي حول مملكتنا الغالية، لكن هذا المشروع الوطني لم يرَ النور رغم أهميته.
من واجب المسؤولية الوطنية أكرر وأعيد، أنه من الواجب علينا جميعاً أن نساهم في رفد محركات البحث بمعلومات صحيحة حول مملكتنا الغالية بأكثر من لغة، لضمان صحة المعلومات، وعدم اختلاطها بالمعلومات المزيفة والمغلوطة والتي تستهدف النيل من مقدّراتنا ومنجزاتنا الوطنية.
الذكاء الاصطناعي أداة ووسيلة، ومحركها هو "المضمون" content، فلنوحّد الجهود لكي نكون نحن المصدر للمعلومات حول كل ما يخصّ وطننا الغالي.