في يونيو الماضي، كانت لي مقالة بعنوان «عندما يكون المجبوس بوابتنا إلى العالم»، حملت دعوة إلى الجهات المعنية لتسجيل وصفات الطهي المحلية في مؤسسات الأمم المتحدة، باعتبارها تراثاً غنياً، والتفكير خارج الصندوق لتعريف العالم بما نملكه من تراث وثقافة وحضارة.مناسبة حديثي اليوم إدراج أكلة «المضروبة» البحرينية التي تقدمها الشيف تالا بشمي ضمن الوصفات المعتمدة للبحرين في كتيب الأمم المتحدة، وذلك ضمن فعاليات المنتدى العالمي لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي 2024 في نسخته التاسعة، والذي مثّل نافذة جديدة على قطاع السياحة الوطني.قد يكون مصطلح «سياحة فن الطهي»؛ من المصطلحات الجديدة على مسامعنا، ولكنه -واقعاً- منذ سنوات، حيث تعمد كثير من الدول إلى الترويج لأطباقها المتميزة وطرقها المبتكرة في فن الطهي من أجل جذب ملايين الزوار والمهتمين من كل بقاع العالم، بحيث أصبح فن الطهي على قائمة اهتمام الملايين حول العالم.وكما أشارت الوزيرة فاطمة الصيرفي، فإن «سياحة فن الطهي هي أكثر من مجرد صناعة، بل تمثل جسراً يربط الثقافات ويحتفل بالتنوع ويمكّن المجتمعات»، إلى جانب كونه فرصة لتعزيز النمو الاقتصادي، وإيجاد فرص عمل حقيقية ودائمة، عبر الاستفادة مما يوفره هذا القطاع.تاريخ السياحة الغذائية، كما أشار لها المدير العام للمركز الباسكي لفن الطهي، جوكس ماري أيزيجا،، أصبحت ظاهرة متزايدة لتبادل أفضل الممارسات بين الدول، مشيراً إلى أن السياحة الغذائية تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين الدول والمدن، ومبيناً أهمية التواصل وتبادل المعرفة الذي يسهم في تحسين السياسات المحلية وتعزيز تجربة المواطنين، ودور الجميع في خلق عمل جماعي لمواجهة التحديات العالمية.كما طرح تطور مفهوم الغاسترونومي «مفهوم فن الأكل»، والذي أصبح مفهوماً شاملاً يتضمن جوانب متعددة مثل العمل، والتغيير، والتعليم، والثقافة، مبيناً أهمية التعليم والإدارة المتعلقة بهذا المجال.جهود كبيرة وجبارة تقوم بها الجهات المعنية في القطاع السياحي الوطني لتعزيز دور المملكة الريادي، إقليمياً وعالمياً، عبر استضافة أهم الفعاليات الدولية، مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية البحرين السياحية، ويساهم في رفد الاقتصاد الوطني بالمزيد من المشاريع الاستثمارات العالمية في هذا القطاع الحيوي.مملكة البحرين تزخر بالكثير من الإمكانيات السياحية التي تؤهلها لتقود المنطقة إلى أن تصبح على رأس نقاط الجذب السياحي العالمي، وما تشهده المملكة من فعاليات وأنشطة ومعارض عالمية، إلا دليل على تعافي هذه القطاع الحيوي، والذي بالتأكيد سيصبح أحد الأركان الرئيسة للاقتصاد الوطني ومصدراً رئيساً للاستثمار.وأخيراً؛ فإن هذا المعرض يمثل أيضاً فرصة ذهبية لتعريف العالم بثقافتنا وتراثنا الوطني الغني، وما يحتويه من تنوّع إنساني منذ عقود طويلة، وقدرة على إدماج الثقافات وصهرها في بوتقة واحدة ليتشكل اسم مملكة البحرين بغناها الثقافي والإنساني.إضاءةشكراً وزارة السياحة.. شكراً هيئة البحرين للسياحة والمعارض على الجهود الكبيرة والتفكير خارج الصندوق من أجل تنشيط قطاع السياحة ووضع اسم البحرين في المكانة التي تستحقها.