تقديم الثقافة البحرينية بأطباق تقليدية متنوعة، بمكونات بسيطة ومذاقات مرتبطة بالبحر. حملت التراث البحريني وقدمت سرداً جميلاً للثقافة المحلية الأصيلة. فالمنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة حول سياحة فن الطهي، والذي أقيم في مملكة البحرين يومي 18 و19 نوفمبر الجاري، تميز بالتخطيط الجيد وجودة المحتوى، بالإضافة إلى التنظيم المتميز والتسويق والترويج اللافت، فضلاً عن الشراكات والتفاعل والتعاون الذي أثمر في مجمله أداءً مميزاً بقيمة مضافة لأجندة الفعاليات الوطنية الكبرى.في هذا المنتدى الجميل، وبتفاصيل ضيافة من السدو والفخار وحلوى شويطر والكرك، اعتلى المسرح الطهاة البحرينيون الذين قدموا عروضاً جميلة للأطباق بين جلسات المنتدى. تنوعت الأطباق بين محمر السمك، والمجبوس، والتكة البحرينية كأطباق تراثية مهمة، إلى جانب البرجر بالمتاي والأجار البحريني كطبق مستحدث بلمسة تراثية، إضافة إلى الحلوى البحرينية والدارميندا. شكلت هذه الأطباق باقة للترويج للطعام البحريني لضيوف هذا المحفل الهام، والذي يعد فرصة لإبراز الثقافة البحرينية من خلال الطهي والأكلات المحلية.الطعام تجربة ثقافية متفردة، تذوقاً وإحساساً ودلالة، تحمل قصصاً وتجارب إنسانية تُعتبر جزءاً من الذاكرة المجتمعية. بالمذاقات تتشكل الذكريات وتخلق التجارب التفاعلية بين الحضور. فالحلوى البحرينية ليست مجرد طبق حلو، بل هي رمز للضيافة في المنازل وتقليد للترحيب، حيث تحمل مكوناتها المصنوعة من مزيج من السكر والزعفران وماء الورد والمكسرات نكهات الفرح والأعياد.لا يسلط المنتدى الضوء فقط على فنون الطهي، بل يعكس أيضاً تاريخ وعادات المجتمعات. فالمأكولات تحمل في طياتها قصص الشعوب وتاريخها، وهي وسيلة لنقل الثقافة والعادات من جيل إلى جيل.وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2020، يستهلك الإنسان في المتوسط حوالي 2800 كيلوغرام من الطعام سنوياً. وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لعام 2021 إلى أن حوالي 690 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية السليمة. وفي البحرين، تعد الصناعة الغذائية من أكبر القطاعات الاقتصادية، حيث تساهم بنسبة 4.5% في الناتج المحلي الإجمالي، حسب تقرير وزارة الصناعة والتجارة والسياحة البحرينية لعام 2022. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن السياحة الغذائية تمثل حوالي 10% من إجمالي السياحة في البحرين.وكل ما تقدم يبين أن الطعام ليس مجرد وسيلة للعيش، بل هو عنصر حيوي يعكس تاريخ الشعوب وعاداتها. لكل طبق قصة تُحكى، وكل نكهة تحمل بين طياتها جزءاً من التراث الثقافي، ولكل مذاق ارتباط بالمكان والأرض.شكراً لفريق البحرين الرائع الذي سعى وبنجاح لافت لإقامة هذا الحدث التاريخي الهام، الذي استضافته مملكة البحرين لأول مرة في الشرق الأوسط. الآمال تطال عنان السماء بمخرجات ونتائج تعزز من قيمة المنتجات المحلية وتسهم في تنمية الأعمال المرتبطة بالأطعمة إنتاجاً وصناعة وثقافة.