كان للجمعية البحرينية للملكية الفكرية دور كبير وبارز في خطوة التغيير التي بدأتُ بها، لم تكن خطوةً عادية، بل كانت قفزةً نوعيةً معنويةً نفسيةً اجتماعيةً ومهنيةً أيضاً، البداية كانت حب استكشاف عالم جديد بعيداً عن روتين الحياة وبعيداً عن الشعر والشعراء وقواعد النّحو والأدباء، ثم بدأ الشغف، وبعدها التعلّق، إلى أن تملكني شعورٌ بأن كل ما له علاقة بالملكية الفكرية أصبح يعنيني أنا، ولي أنا، وحق من حقوقي أنا.

وعلى مدى عامين متتاليين كنت في كل يوم أشعر بالفخر والاعتزاز لانتمائي للجمعية ولكوني جزءاً من هذه العائلة الجميلة، كنت في كل يوم أشعر بالفخر وأنا أرى أبناء مملكتي وقد زاد لديهم الوعي والإدراك وأصبحوا أكثر اطلاعاً ووعياً بالابتكار والتميز والتفرد بالأفكار وتنافسهم في التطوير ورفع اسم مملكة البحرين عالياً في كل المحافل الدولية، كنت في كل يوم أشعر بالفخر بأنه أصبح من أبنائها المخترعين والمبتكرين وأصحاب العلامة التجارية، وبأن من أبنائها مفكرين لهم حقوقهم، ورسامين لهم بصمة لا تتكرر، كنت في كل يوم أشعر بالفخر وأنا أقرأ في الصحف اسم الجمعية البحرينية للملكية الفكرية، وأشاهد في الأخبار المحلية إنجازاتها على الصعيد المحلي والدولي، وأسمع صوت رئيسة مجلس إدارتها الأستاذة أسماء عبدالعزيز النجدي يصدح عبر أثير الإذاعة بنبرة سعادة وفخر لأنها هي ونائبتها الأستاذة أميمة يوسف السيد وكل أعضاء الجمعية كان لهم دور في توعية الشباب وروّاد الأعمال وأصحاب المشاريع المبتدئين بحقوقهم وواجباتهم، وكان لهم دور في النهضة التي حققتها مملكة البحرين في السنوات الأخيرة.

هناك في الجمعية كنا نقيم جلسات الشاي، مرة بداية كل شهر، وكنا كعائلة صغيرة نجتمع حول المائدة، نتباحث ونتناقش، نبحث عن الوعي، نشجع بعضنا على النهوض، نعزز لمن اجتهد وثابر ومازال في البداية، ونكون له العون والسند في مسيرته، وقبل أن نغادر نلتقط صوراً للذكرى، صوراً تثبت ما كُنّا عليه وما أصبحنا عليه، وكم تمنيت لو كان بإمكاننا أن نلتقط صوراً لأحلامنا وأمنياتنا الكثيرة، فقد كنا ننظر للمستقبل بعين ثاقبة موجهة ومدروسة، تجعل من خطواتنا القادمة ثابتة تسير على أرض صلبة.

وهناك في جنيف ودبي ومصر والمغرب وغيرها من الدول كان للجمعية البحرينية للملكية الفكرية حضور لافت ومميز، من خلال مشاركتها في المؤتمرات والندوات والمنتديات، وخلف الحضور وخلف الشاشات يقف أعضاء مجلس إدارة الجمعية يلوحون ويشجعون المتحدثين والمستشارين الأعضاء المشاركين في هذه المحافل الدولية والذي أتمنى أن أكون منهم يوماً ما، نعم، ولم لا؟ فالجمعية علمتني الكثير وصقلت لدي موهبة الإلقاء والخطابة والتحدث، وأتاحت للجميع فرصة الالتحاق بالدورات التدريبية من أجل الحصول على شهادة التخصص في الملكية الفكرية.

كلمة امتنان أخيرة أوجهها إلى الجمعية البحرينية للملكية الفكرية بكل رؤسائها وممثليها ومنتسبيها، كم أنا ممتنة لوجودي معكم، وشكراً لكم لأنكم ساهمتم ببناء مجتمع أكثر واعياً.

* رئيسة اللجنة الثقافية - الجمعية البحرينية للملكية الفكرية