تاريخ وذكريات توثق منجزات ومسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه عام 1981 وصولاً إلى القمة التي تستضيفها دولة الكويت في الأول من ديسمبر، والتي تنعقد في ظروف استثنائية تزيد من أهميتها.
مجلس التعاون الخليجي تلك المنظومة المهمة عبر تاريخها والتي أسهمت في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة، فالخليج كله يشهد مسيرة تنموية ملحوظة، ويحتضن مشاريع جديدة ترسم ملامح القادم الأجمل.
وعبر التاريخ وعبر القمم الخليجية السابقة وعددها 44 قمة والاجتماعات التي جمعت قادة دول المجلس التعاون، ثمة محطات بارزة أسهمت في تعزيز وحدة الصف الخليجي، وها هي الكويت تحتضن قمة هذا العام بالشكل الحضاري الذي يعبّر عن مكانة الكويت ورقيّ تنظيمها لأهم حدث خليجي على الإطلاق.
المجلس وعبر توالي السنين سعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين الدول الأعضاء، وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، فبين الاقتصاد، والسياسة، والثقافة، والأمن، والبيئية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، وغيرها ثمة الكثير من العمل والتنسيق والتكامل المنجز والمأمول.
هذه القمة تمثل فرصة لبحث التحديات والفرص التي تواجه دول المنطقة، فهي تأتي في ظل ظروف معقدة تشمل التوترات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى التحديات البيئية والاجتماعية، ورغم هذه الصعوبة تمثل فرصة لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، فالآمال تتزايد، والطموحات تعلو، والأحلام تتعاظم، من أجل مستقبل الأجيال القادمة.. ومن أجل تحقيق المزيد من الرفاه والرخاء، فالاستراتيجيات الوطنية والمشاريع التنموية يُراد لها ضمان أعلى النتائج كواقع معاش وبإنجازات ملموسة ومشهودة.
ومع ترقّب نتائج القمّة.. أستذكر إحدى قصائد والدي -رحمه الله- في ديوانه «انشطاريات دانة»، عام 1990 قال فيها عن الكويت:«كويت لبيك أنا.. كويت يا كويت.. لا فرق بين روحنا وأرضنا.. لا فرق بين فرضنا.. وبين ما نويت.. الروح أرخص ما تكون.. حاشاك لا وما أبيت.. حاشاك لا وما أبيت».وفي قصيدة أخرى قال: «يا بلادي.. علمينا كيف هاتيك الدماء لا تهادن.. لا تساوم.. لا تهاون.. بل تقاوم».
وفي الختام، يظل مجلس التعاون الخليجي رمزاً للوحدة والتكاتف بين دولنا، حيث يُجسّد آمال وأماني الشعوب الخليجية في مستقبل مشرق ومُستدام.
إن التفاؤل يتزايد في قلوبنا بأن التحديات التي نواجهها ستتحول إلى فرص عظيمة للتقدّم والازدهار. نسأل الله أن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يظلّ خليجنا قوياً وموحّداً تحت قيادة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون المجلس، ممهّدين الطريق للأجيال القادمة نحو مستقبل مزدهر مليء بالفرص وتحقيق الطموحات. إننا على يقين بأن التعاون والتضامن هما المفتاح لتحقيق الرؤية المشتركة والنهوض بمجتمعاتنا إلى أعلى مستويات الرخاء والاستقرار.