- كما نعيشها في كل عام، ومعها تتجدد مشاعر الحُب والعطاء لهذه الأرض الطيبة، يطل علينا شهر ديسمبر، شهر المناسبات الجميلة. ومع إطلالة الشتاء بنسماته العليلة، وقطرات المطر المُنعشة، وأجواء الأحاسيس المُرهفة، نعيش في ظلاله أجمل اللحظات.
ويكرمنا المولى الكريم بواسع كرمه، ويجبر بخواطرنا في مسيرة الحياة. هكذا نعيش الحياة، نتبادل فيها الضحكات، ونستمتع بجمال اللحظات، ونتناسى آلام الأمس، ونتغاضى عن الزلات، ونعيش الأمل الذي نحبه.
نعطي كما لو كنا نعطي في بداية انطلاقة السباق. دعونا نعيش جمال الأشياء، ونتنفس روح العطاء والإيجابية، ونستفيد من الأمس بما يعيننا على إشراقة اليوم.
نبذل كل ما بوسعنا ليكون أثرنا ممتداً، ومساحات تأثيرنا أوسع، لنرسم الابتسامة على كل الوجوه، ونسعد الجميع، لنعيش الحياة الجميلة كما نحب، بعيدًا عن المزعجات والمنغصات.
- نُبارك لقيادتنا الرشيدة، حفظها الله وأبقاها ذخراً للوطن والمواطنين، ولصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، بمناسبة يوم المرأة البحرينية الذي يُقام هذا العام تحت شعار «المرأة شريك جدير في بناء الدولة».
لقد حظيت المرأة البحرينية في العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم باهتمام بالغ ودعم لا محدود من المجلس الأعلى للمرأة، مع متابعة حثيثة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية في مختلف المجالات.
- كما نُبارك للمرأة البحرينية هذه المناسبة؛ فقد أعطت، وضحَّت، وبذلت ما في وسعها لتكون الأم المتميزة، والموظفة المخلصة، والقائدة الفذة، والمُلهمة الشغوفة بالخير.
ستظل المرأة الشريك الجدير في بناء الدولة، وفي بناء الأسرة والمجتمع. لها كل التقدير والامتنان على عطائها، وفي مقدمة ذلك دورها في تربية الأجيال وغرس قيم الخير والمحبة.
- هناك من يُحب الخير لغيره، ويبتهج عندما يرى نعمة عند من يُحب، ويفرح لفرحك، ويُبادلك شعور المحبة بإهداءات تترك أثراً كبيراً في حياتك. بل وتراه يدعو لك في ظهر الغيب، ويُعبّر عن امتنانه لما قمت به من أعمال جليلة في خدمة الخير. هؤلاء هم «كنز الحياة»، وهم من تحمد الله عز وجل وتشكره أن جعلهم لبنات خير في مسيرتك.
- يحافظون على سمعتك كما يحافظون على سمعتهم، ولا يرضون أن تُمس بأي شيء قد يخدش مشاعرك. معهم تعيش باستمرار أجمل اللحظات، وتسعد بوجودهم في حياتك. معهم تكتب فصولًا جديدة من العطاء الأجمل، ومحطات من الأثر الجميل التي لن تُنسى من ذاكرة الزمن.
- اللحظات الجميلة التي تعيشها مع أسرتك الصغيرة وعائلتك الممتدة تُجدد معاني المحبة والتواصل، وتُسهم في تعليم الصغار القيم الحميدة، وتشجع على مجالسة الكبار والتعلم منهم.
هم من سيبقون معك في مسيرتك عبر كل محطات الحياة، وهم الملاذ الآمن الذي تجد فيه السكينة، وتسعد بحضنه الدافئ وبتواصله واهتمامه بكل تفاصيل حياتك. يبقى الأهل هم (العزوة)، وهم ذخرك وأثر الحياة الدائم.
- عش أيامك بهدوء، وانعم بجمال الحياة، ومكّن نفسك من السلام الداخلي. انسَ آلام الغدر، وتغاضَ عن هفوات الأحبة، واربط قلبك بمولاك، وعش لحظاتك بسعادة الدارين.
أنت اليوم في دارٍ (فانية)، فاستعد للدار (الباقية)، واصنع أثرك للحظات رحيلك من الدنيا.
اجعلها أجمل اللحظات، وجمّلها بصنائع المعروف، فهي ما سيقيك ملمات الدهر وتخفف عنك آلام الرحيل.
- كن روحاً جميلة تُضفي الجمال على كل مكان تشيّده، وكل طريق تسير فيه خطواتك.
كن خفيف الظل أينما حللت، ليشعر من حولك بأثرك ونعمة محبتك. كلما عملت مع الآخرين، تذكّر أنك خليفة بأمر المولى الكريم، تعمر الأرض بعملك وإحسانك، وتتهيأ لأجمل الديار، حيث تنعم بالمحبة وراحة العطاء والتضحية.
- لقد مررت بمواقف أرهقتك، وأصداء أتعبتك، وشواهد أحبطتك، لكنك اليوم أقوى من أي وقت مضى. أكرمك المولى بلحظات أجمل ونعمٍ لا تُعدّ، ربما غفلت عنها في الماضي.
آن الأوان لتعيش لحظاتك السعيدة في كل أرجاء الكون، وترتدي ثوب «الإنسانية» الذي يتجدد معك في كل محطة تطؤها قدماك.
- لحظاتك الجميلة هي اختيارك، وأنت من سيحسن إليها. وفي الغد، ستثمر البذرة التي غرستها، والقلوب التي أحسنت إليها، وأولئك المحبون الذين ارتوت حياتهم من فيض عطائك ومشاعرك الدافئة.
- نعيش اللحظات بحب، ونقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والسلف الصالح. نستثمر كل لحظة لبناء بنيان شامخ تتجمل جدرانه بحكايات الخير.
ومضة أمل
تحية إجلال وإكبار وتقدير لكل حكاية أمل مُتجددة، ولكل قلب صافٍ أحب لنا الخير، وأحب أن نلتقي سويًا في ظلال الفردوس الأعلى. اللهم ارزقنا جمال اللحظات في ملتقى الفردوس، بأجمل ما عشناه في دنيانا، وأعمر حياتنا بكل خير ترضاه عنا.