يحمل الاحتفال بيوم المرأة البحرينية في طياته كثيراً من معاني الفخر والاعتزاز بما حققته المرأة في هذا الوطن الغالي، فقد أصبحت بإبداعها وإصرارها وعزيمتها رمزاً للتفوق والتميّز والإنجاز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وشريكة حقيقية وجديرة في بناء الدولة، وركناً أساسياً في مسيرة النهضة والتنمية.

إنها قصص نجاح تُكتب بحروف من نور، لتُلهم الأجيال الحالية والقادمة.

ودون شك؛ فإن كل هذه الإنجازات لم يكن وليد الصدفة؛ بل بفضل الدعم اللامحدود والثقة التامة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الذي آمن بدور المرأة كعنصر أساسي في عملية البناء الوطني؛ حيث فتح جلالته أبواب التمكين للمرأة البحرينية ليضعها في الصفوف الأمامية، تؤدي دورها بكل ثقة وكفاءة.

واليوم نرى المرأة البحرينية سفيرة ومهندسة وطبيبة ومعلمة ومبتكرة، تحمل اسم البحرين عالياً في المحافل الدولية.

ولا يمكننا، بهذه المناسبة الوطنية، إلا أن نقف احتراماً وتقديراً لجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، التي كرّست وقتها وجهودها لخدمة المرأة البحرينية.

فقد كانت سموها، ولاتزال، السند الحقيقي للمرأة، تدعمها، وتوجهها، وتفتح أمامها آفاقاً جديدة من التميّز، حيث تركت مبادرات سموها بصمة واضحة في حياة كل امرأة بحرينية، بل وكل أسرة على امتداد الوطن، لتصبح مصدر إلهام ودافعاً قوياً لتحقيق المزيد من النجاحات.

ووسط هذا الزخم من الإنجازات المهنية؛ لا يمكننا التغافل عن الدور الإنساني والأساسي الذي تؤديه المرأة البحرينية؛ كأم ومربية وزوجة، فهي القلب النابض بالحب في كل منزل، تزرع في يديها أحلام الأطفال، وتنسج على ملامحها قصص الأمل.

المرأة البحرينية تقدّم بحنانها وصبرها نموذجاً في العطاء، فهي القادرة على الجمع بين واجباتها الأُسرية ونجاحاتها المهنية، دون أي تقصير في أي منهما.

وفي هذا اليوم؛ نوجّه التحية من القلب لكلّ سيدة بحرينية، لكلّ أم تسهر على راحة أبنائها، وتغرس فيهم القيم النبيلة، ولكلّ ربة منزل تُدير بيتها بحُبّ وتفانٍ، ولكل عاملة تجتهد في ميادين العمل من أجل رفعة أسرتها ووطنها، نوجه لها رسالة امتنان لأنها اختارت أن تكون شمعة تضيء درب الآخرين.

ونؤكد لكل امرأة بحرينية أن مسيرتها مازالت مستمرة، وأن أمامها الكثير لتقدّمه، سواء في المنزل أو في المجتمع.

يوم المرأة البحرينية ليس مجرّد احتفال؛ بل دعوة للتأمل في قصص النجاح، وإلهام لكل سيدة لتواصل مسيرتها بكل عزيمة وإصرار.

فلنكن جميعاً شركاء في بناء مستقبل مُشرق للبحرين، ولنقف يداً بيد مع المرأة التي أثبتت أن المستحيل ليس في قاموسها.

كل عام والمرأة البحرينية بألف خير، وكل عام ووطننا الغالي مزدهر بجهود الجميع.