المرأة شريك جدير في بناء الدولة عنوان جميل وهو شعار الاستراتيجية الوطنية لنهوض المرأة البحرينية المعتمدة من قِبَل سيدي جلالة الملك المعظم في العام 2005 وسيكون هذا الشعار متزامناً مع الاحتفاء باليوبيل الفضي لتولّي سيدي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم والذي اتخذه المجلس الأعلى للمرأة هذا العام بعد الشعار الرئيس للمرأة البحرينية «قرأت.. تعلمت.. شاركت»، حيث يأتي ذلك مجسّداً للدور المهم الذي تقوم به المرأة في بناء ونهضة البحرين الحديثة، وإسهاماتها المتواصلة في أوجه الشراكة والذي يعتبر بمثابة خارطة طريق تليق بمكانة المرأة من حيث الحزم والعزم، وجاء ذلك ليؤكد قدرة المرأة كمواطنة فاعلة ومؤثرة في المجتمع والعمل الوطني وجعلها من الأولويات، وكذلك إيصال صوتها من خلال تواجدها على الساحة المحلية والعربية والإقليمية في كافة القطاعات والمجالات لتحقق ما تصبو إليه من تكافؤ الفرص حيث ظهرت عبر وسائل الإعلام الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.

كما أنها شاركت بفعالية تامة في مسيرة الإصلاح والتنمية المستدامة، من خلال عملها تحت قبة مجلسي النواب والشورى، وظهرت بصورتها الواضحة والجلية في التشكيل الوزاري، وكذلك في السلك القضائي، والسلك العسكري، وحضورها البارز في السلك الدبلوماسي كسفيرة تمثّل الوطن الغالي وفي المنظمات الدولية واللجان العاملة، كما لها حضور بارز في المجتمع المدني من خلال الجمعيات الأهلية، وسيدة أعمال وعاملة في جميع المجالات وفي كل الميادين، على الرغم من أنها ربة بيت متميّزة.

ومنذ أن تأسّس المجلس الأعلى للمرأة، ذلك الصرح الشامخ الذي يُعدّ بيت كل أمرأة بل وكل عائلة بحرينية وبحسب توجيهات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم السديدة وعلى يد صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم، وبدعم من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حول تمكين المرأة البحرينية وتعزيز مكانتها في شتى المجالات حيث امتدت تلك المسيرة الزاهرة والغنية بالعطاء والتميّز طوال هذه المدة والتي واجهت فيها الكثير من التحديات والصعاب سواء في داخل مملكة البحرين أو خارجها، حيث إن المرأة البحرينية مؤمنة بحكمة قيادتها وتشجيعهم لها والاحترام المتبادل الذي تلقاه من الجميع، حتى أصبحت مدار الحديث ونموذجاً يُحتذى به في كل مكان وفي كل محفل على جميع المستويات وخصوصاً ما قدّمته من خلال تجسيدها للهوية البحرينية ذات الشخصية المرموقة.

المرأة البحرينية نشأت وترعرعت في بيت يسوده جوّ الأسرة البحرينية الواحدة التي تُضرب بها الأمثال وهذا الجانب الذي مكّنها من الظهور بهذه الصورة الجميلة الرائعة التي تعتبر هي المرآة العاكسة لحياتها والذي وضعها على المحكّ في مواجهة تحديات الحياة. فمن هنا؛ أُهدي لكِ تحيتي يا أمي الغالية أنتِ من بذرتِ وزرعتِ واعتنيتِ، واليوم الوطن يحصد ثِمار كلّ امرأة قدّمت الرجال.

وبهذه المناسبة، فإننا نتوجّه إلى مقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى صاحبة السمو الملكي قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظهم الله ورعاهم، وإلى جميع منتسبي المجلس وإلى كل عائلة وامرأة بحرينية بأصدق التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، كما ندعو الله عز وجل أن يحفظ الجميع وأن يُديم عليهم نعمة الصحة والعافية وطول العمر وحُسن العمل.