كانت دولة الكويت الشقيقة محطَّ أنظار الجميع باستضافتها للقمة الخليجية التي استطاعت أن تجمع القلوب وتوحّد الصفوف، وهو ما تسعى له دائماً في الدفع قُدماً في تعزيز التعاون وإرساء قواعد الحوار والتفاهم المشترك بين دول الخليج باعتبار الكويت رمزاً للوئام والتلاحم بكل حكمة ومسؤولية في تقريب وجهات النظر، وهذا حقيقة ما لمسناه في المركز الإعلامي خلال حضورنا كإعلاميين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي عيون المشاركين في القمة بشعارها الإيجابي "المستقبل.. خليجي" كمشاركين وكإعلاميين في أعمال القمة، وفّرت دولة الكويت كلّ السُبل لإنجاح هذه القمة من قِبل الزملاء في الإعلام الخارجي الذين كانوا نموذجاً مشرّفاً في التنظيم، وهو ما يعكس قِيَم الكرم والضيافة الأصيلة التي يتميّز بها الشعب الكويتي، وهذا ما شعرنا به في الواقع من الجميع بتوفير البيئة المهنية الراقية التي أسهمت في نجاح التغطيات الإعلامية التي أظهرت عمق التلاحم الخليجي.
إن انعقاد القمة الخليجية على أرض دولة الكويت يأتي في وقت شديد الحساسية باعتبار المنطقة كما يُقال على صفيح ساخن من أحداث سياسية وعسكرية في غزة ولبنان واليمن والسودان والأحداث الأخيرة في سوريا، وهو ما يتطلّب تعزيز التكاتف الخليجي ككيان ومنظومة واحدة لحماية أمن واستقرار الخليج والذي لن يتحقّقَ إلا بالتكاتف والوحدة لمواجهة التحديات المشتركة، باعتبار ذلك هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بما يخدم المصالح المشتركة ويحقّق التنمية المستدامة لأن مصيرنا كدول خليجية كلُّ لا يتجزّأ.
وفي كل مرّة تنعقد القمة الخليجي لابد من وجود تحدّيات وصراعات إقليمية ودولية، وهذا ما أكده أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في كلمته بأن هذه القمة تُعقد في ظلّ ظروف وأحداث متسارعة وبالغة التعقيد أثّرت على الاقتصاد العالمي. من هنا نؤكد بأن المنظومة الخليجية جعلت من مجلس التعاون مثالاً يُحتذى به في الوحدة والتكامل على مدى أكثر من أربعة عقود، وإن كان طموح الشعوب أكبر إلا أن وجوده بحدّ ذاته صمام أمان للشعوب الخليجية.
همسة
وإن كانت أجواء دولة الكويت الشقيقة باردة أثناء القمة الخليجية، إلا أنها احتضنتها بدفء مشاعر أهلها ومحبتهم التي غمرتنا كصحفيين وإعلاميين. شكراً للإعلام الخارجي بوزارة الإعلام، شكراً للإعلامي منصور العجمي، شكراً للإعلامي والشاعر خالد المحسن على حُسن الاستقبال وكَرَم الضيافة.
ghazialghurairi@