"قرأت، وتعلمت، وشاركت" - شعار يلخص رحلة المرأة البحرينية، التي تواصل إلهام الأجيال من خلال المرونة والابتكار والالتزام بالتقدم. يصادف الأول من ديسمبر يوم المرأة البحرينية، وهو احتفال بتفانيها الذي لا يتزعزع في تشكيل إرث المملكة.

تجسد المرأة البحرينية توازناً فريداً. فهي متجذرة بعمق في التقاليد الثقافية، وتحتضن الحداثة في نفس الوقت، وتظهر كيف يمكن للتقدم والتراث أن يتعايشا بشكل جميل. تكمن قوتها في هذه الثنائية، مما يدل على أن تبني الابتكار لا ينبغي أن يأتي على حساب الهوية.

بدأت قصة نجاحها منذ عقود من الزمان عندما نسجت نفسها في نسيج المجتمع. من كسر الحواجز إلى التفوق في التعليم وريادة الأعمال، أثبتت النساء البحرينيات أنفسهن كصاحبات رؤية. واليوم، يشغلن مناصب قيادية في السياسة، ويقدن شركات مبتكرة، ويمثلن البحرين على الساحة الدولية، ويجسدن روح البحرين الملتزمة بالشمولية والتقدم.

في قلب هذا التحول يكمن المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، لقد أصبح المجلس، برؤية صاحبة السمو وعزيمتها، بمثابة المنارة التي تهتدي بها المرأة البحرينية. ففي قاعاته، يتم صياغة الاستراتيجيات وتنظيم ورش العمل وصياغة السياسات ــ كل هذا بهدف واحد يتمثل في تمكين المرأة البحرينية من النجاح.

تصوروا امرأة شابة تدخل ورشة عمل لريادة الأعمال، ونور العزيمة في عينيها. وأخرى تحصل على منحة دراسية، مستعدة لخوض عالم العلوم والتكنولوجيا. هذه هي النتائج الملموسة لمبادرات المجلس الأعلى للمرأة.

تضمن الإصلاحات القانونية التي يتقدم بها المجلس حماية حقوق المرأة، ومعالجة قضايا مثل العنف المنزلي أو عدم المساواة في مكان العمل. وقد مهدت السياسات التي تشجع التوازن بين العمل والحياة وريادة الأعمال النسائية الطريق لتمكين المرأة اقتصادياً، ومنحها الأدوات اللازمة لقيادة مصيرها.

النتائج واضحة في كل مكان. فالآن تقود المرأة الإدارات الحكومية، وتقود الشركات، وتحتل مكانها كشريكة متساوية في عمليات صنع القرار. إن هذه التطورات ليست مجرد علامات بارزة بل هي رموز لتحول مجتمعي - عقلية تقدر المساواة بين الجنسين باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من تقدم البحرين.

ومع ذلك، فإن الرحلة ليست خالية من التحديات. لاتزال الحواجز الثقافية موجودة، لكن نهج المملكة الثابت يضمن معالجة هذه العقبات بعزيمة. تعمل حملات التوعية والسياسات الشاملة على إعادة تشكيل المواقف المجتمعية بشكل مطرد، مما يخلق مستقبلاً حيث الفرص متساوية ومنتشرة على نطاق واسع.

الخلاصة

لا يقتصر يوم المرأة البحرينية على الاحتفال بالإنجازات؛ بل يتعلق بإعادة تأكيد الالتزام بالمستقبل. يتعلق الأمر بضمان أن كل فتاة صغيرة وامرأة لديها حلم تعرف أنها تمتلك الأدوات والدعم والإلهام لتحقيقه. قصة المرأة البحرينية هي شهادة على قوة التمكين، وقوة الوحدة، وجمال الموازنة بين التقاليد والابتكار. تستمر قصتهن، التي تكتبها كل يوم النساء الاستثنائيات اللواتي يعتبرن مملكة البحرين مصدر إلهام لهم وموطناً لتحقيق الأحلام.