أكدت مملكة البحرين دعمها لأمن الجمهورية العربية واستقرارها وتطلعات شعبها للوحدة والازدهار المستدام، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة في سوريا، والتي قال فيها الشعب كلمته، وحصل على حريتها. ولا شك بأن موقف مملكة البحرين المتميز، يأتي منسجماً مع سياسة جلالة الملك المعظم، حفظه الله، منذ تسلمه مقاليد الحكم في البلاد. حيث حرصت الدبلوماسية البحرينية على التأكيد على الالتزام بالثوابت العربية والإسلامية، والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية بما يعزز الأمن والسلم العالميين، والتأكيد على مبادئ الحوار والتعاون بين الدول والشعوب ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
إن ما جرى في سوريا هو تعبير عن إرادة الشعب السوري القوية، حيث سعى خلال السنوات الماضية، للحصول على حقوقه المشروعة، للعيش بسلام، بعد سنوات طويلة ذاق فيها كل أنواع التعذيب والتنكيل ومصادرة الحقوق، جعل من أبناء الشعب السوري، يمثلون النسبة العظمى من اللاجئين في العالم، بسبب الأحداث التي جرت على أرض سوريا العربية وبأيادي إيران وميلشياتها، منذ عدة سنوات، وعدد كبير منهم كانوا ضحايا الغرق في البحار بسبب المتاجرة بأرواحهم، للهروب نحو الدول الأوروبية، ولقد رأينا من المشاهد ما يدمى لها القلب، من أرواح بريئة لفظها البحر على الشواطئ، منها أطفال ونساء وكبار السن.
لابد للشعب السوري بعد أن اشتم عبق الحرية، ووصل لهدفه المنشود، من الحرص على وحدة البلاد، والسلم الأهلي، والابتعاد عن الطائفية البغيضة، وعدم التشفي من الأقليات، والتعايش والتسامح لجميع الديانات والطوائف من مكونات الشعب السوري، والتطلع لبناء دولة حديثة قائمة على حفظ الحقوق، والشعب السوري يملك من العلم والثقافة والحضارة، ما يجعله يعود ليكون عنصراً فاعلاً في المنظومة العربية والدولية، وأن يتخلص من التدخلات الخارجية التي عاثت على أرضه فساداً، واليوم هي تتهاوى ويسقط هلالها المزعوم.