يعتبر حوار المنامة من أهم الفعاليات الاستراتيجية التي تقام سنوياً في شهر ديسمبر من كل عام على أرض مملكة البحرين حيث انطلق هذا المنتدى في عام 2004م، بتنظيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) وبالتعاون مع وزارة الخارجية.
واستضاف حوار المنامة عدداً كبيراً من المشاركين من كبار المسؤولين ومتخذي القرار، والمفكرين الاستراتيجيين الذين لهم مكانة لها مستوى رفيع ومن مختلف دول العالم للمشاركة بطرح وجهات النظر والآراء حول التطورات السياسية والتحديات والتوجهات السياسية وكذلك العسكرية والأمنية على طاولة النقاش، والتي تتمحور حول منطقة الشرق الأوسط.
وخلال العشرين عاماً التي مرت على حوار المنامة ومملكة البحرين تحتضن ذلك الحوار الأمني الأبرز في المنطقة، حيث أشاد المسؤولون الذين حضروا اجتماعات هذا المنتدى حول اختيار المواضيع التي تسلط الضوء على ما يدور في الساحة والمواضيع التي من الممكن أن تحدث نتيجة للمعطيات التي يتم تحليلها وتركز على الدور الذي تلعبه السياسة المرتبطة بالأمن الإقليمي والعالمي لما له من دور محوري في وضع جدول الأعمال، وبالجهود التي بذلتها مملكة البحرين على مدى عقدين من الزمان في احتضان ذلك الحوار الأبرز في المنطقة، برزت أفق النجاح من خلال السياسة الخارجية التي ساهمت في حفظ الأمن والسلام الإقليمي والدولي.
وأما أبرز ما تم الخروج به هو أهمية العمل على هذا المنتدى والذي يعد كمنصة رئيسية للحوار تجمع المسؤولين والمختصين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أهم المواضيع والقضايا التي لها علاقة بأمن واستقرار المنطقة، في الوقت الذي يكون الجميع بأمس الحاجة لتوحيد المفاهيم والأطر التي توجد الحلول وتعطي نتائج فعالة لحلحلة لقضايا الأمنية وخصوصاً التحديات الواقعية المشتركة الموجودة على الأرض.
وفي هذا المنتدى يجتمع الأشقاء والأصدقاء على الخير الممزوج بالإرادة السياسية المتميزة التي تدعو لإحلال السّلام في العالم وتجاوز الأزمات المحبطة، حيث إنهم وضعوا نصب أعينهم الارتباط مع الشركاء في صنع القرار لكي تسير المنطقة في مسار يعزز الصلح على مستوى الإقليمية والعالمية وتقوية الروابط والعمل على التّعاون البناء والتركيز على الحوار الهادف، لكي نبتعد عن ما هو يقرب الأزمات التي تؤدي إلى الحروب وجر المنطقة نحو هاوية خطيرة، وفي مثل هذا النوع من المنتديات والحوارات يجب التحرك المشترك من خلاله لتعديل بعض السلوكيات الخاطئة التي يتخذها بعض البشر، والتحرك الدائم للسلام لكي يجعل من الاقتصاد منبراً حراً يعلو بمقدرات الدول.
وجعل الدبلوماسية هي العلاج الفعال لحل الأزمات الناتجة عن سوء التقدير وخلق فرص للتحاور الهادف البعيد عن العنف، فالمنطقةُ في أمس الحاجة إلى بناء الإنسان لكي نصل لمستقبل واعد للأوطان والشعوب.
وهذا هو الواقع المأمول والقابل لتّحقيق السلام على أرض الواقع علماً بأنه ليس بالشيء السهل، ولكن يتطلب جهداً كبيراً والالتزام المشترك، بين الجميع ومن بينهم مؤسسات المجتمعات الدولية، وكذلك مواجهة جادة من جميع الأطراف، لإحلال الأمن واستقراره وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.
كما أن استمرار الحروب في بعض المناطق تعطل العمل على إحلال السلام وتفاقم من الأزمات السياسية والمرتبطة بالأعمال الإنسانية، وعليه ضرورة التوصل لحلول سياسية مستدامة لضمان حفظ الأمن والاستقرار.
وبعد النجاح الذي حققه حوار المنامة 2024 وبذكرى مرور عشرين عاماً على إطلاق هذا المنتدى، الذي يعتبر بمكانة تكريم للدور المتميز الذي تلعبه مملكة البحرين في نشر السلام والازدهار والابتكار في المنطقة، والذي تم الإعلان عنه في البيان الختامي للمنتدى، والذي يكرس ويصب في توسيع وتعزيز اتفاقيات الأمن الشامل وازدهارها، حيث نجحت البحرين في ترتيباتها وصنعت مكاناً للحوار وتعزيز السلام والازدهار.
وبهذا النجاح نبارك لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وإلى سيدي حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى سعادة وزير الخارجية وجميع العاملين الذين عملوا لإنجاح هذا المنتدى.