في كل عام، ومع حلول يوم الرابع عشر من ديسمبر، تتجدد مشاعر الفخر والامتنان لرجال نذروا أنفسهم من أجل الوطن وسهروا لضمان أمن واستقرار كل أفراد المجتمع وحماية الممتلكات العامة والخاصة، إنهم شرطة البحرين، هؤلاء الأبطال الذين يكرّسون حياتهم للحفاظ على أمننا وسلامتنا.
إن يوم الرابع عشر من ديسمبر ليس مجرّد تاريخ عادي على تقويم الأيام، بل هو وقفة تقدير واحترام وعزّ وافتخار بكل من اختار أن يكون درعاً للوطن وعينه الساهرة.
كبحرينية؛ أُدرك تماماً قيمة الأمن والاستقرار الذي ننعم به في وطننا، إنه شعور قد يبدو للبعض عادياً، لكنه في الحقيقة نعمة تستحق الوقوف عندها، فخلف هذا الأمان هناك رجال يقفون على أهبة الاستعداد في كل لحظة، يواجهون التحديات بصبر وشجاعة ويضعون سلامة المجتمع فوق كل اعتبار.
لقد استطاعت شرطة البحرين، عبر تاريخها العريق والمشرّف، أن تكون مثالاً يُحتذى به في الجاهزية والانضباط، وحين نستذكر سجلّها الطويل والحافل، نقرأ قصصاً مليئة بالتضحيات والإنجازات التي تعكس التفاني والإخلاص في خدمة الوطن. فهؤلاء الرجال لا يؤدون مجرّد وظيفة عادية؛ بل يحملون على عاتقهم رسالة سامية تتمثل في حماية الأرواح والممتلكات، وضمان سيادة القانون، والحفاظ على النسيج الاجتماعي.
لكن الحقيقة التي أؤمن بها هي أن الأمن لا يتحقق بجهود الشرطة وحدها، فنحن كمجتمع نتحمّل مسؤولية كبيرة في دعم رجال الأمن ومساندتهم، لأن الأمن يبدأ من الوعي، من التكاتف، ومن التزام كل فرد بمسؤوليته تجاه وطنه، فهو شراكة بين الشرطة والمجتمع، حيث يلعب كلٌّ منّا دوره في بناء وطن قوي ومتماسك.
ما يميز البحرين دائماً هو تاريخها العريق، الذي أرسى قيماً نبيلة مثل التسامح، وقبول الآخر، وحرية الرأي والتعبير، ولكن دائماً ضمن إطار القانون الذي يحمي الجميع، ووجود أجهزة شرطة قوية ومؤهلة هو ما يضمن لنا ممارسة هذه القيم في بيئة آمنة ومستقرة. الشرطة ليست فقط حامية للقانون، بل هي الحصن الذي يحفظ هذه القيم ويصونها من أي تهديد.
في هذا اليوم أجد نفسي مدفوعة، ليس فقط لشكر رجال الشرطة على ما يقدمونه، بل أيضاً لتذكير نفسي وكل من حولي بأن الأمن الذي ننعم به هو ثمرة جهودهم وتضحياتهم. دعونا لا نأخذ هذه النعمة كأمر مسلَّم به، بل نقدّرها ونعمل على تعزيزها من خلال تعاوننا مع رجال الأمن واحترامنا للقوانين التي تحمي مجتمعنا.
تحية صادقة لكل رجل وامرأة في شرطة البحرين، لكل من يقف تحت الشمس أو في الظل، لكل من يعمل في العلن أو خلف الكواليس، لحماية هذا الوطن.
أنتم من يجعل البحرين وطناً نفخر به كل يوم.