اليوم السادس عشر من ديسمبر يفرح الوطن ويسعد بمناسبة عيده المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه والذي احتفلنا هذا العام باليوبيل الفضي على تولي جلالته مقاليد الحكم. مناسبات سعيدة وأفراح وأعياد عشناها منذ انطلاقة ديسمبر ونتوجها اليوم بالعيد الأجمل والأغلى وهو عيد الوطن الحبيب. والاحتفالات بالأعياد الوطنية للبحرين تمثّل فرصة لكل مواطن محب لبلده للتعبير عن الولاء والوفاء والامتنان للقيادة الحكيمة والاعتزاز بمنجزات المسيرة التنموية الشاملة.

البحرين تشهد نهضة كبيرة مبنية على أسس ومبادئ صلبة فالحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، أقرت برنامج "2023 - 2026" والذي يأتي بعنوان "من التعافي إلى النمو المستدام" ويحمل في طياته خططاً ومشروعات تصب في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي ترتبط بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة التي وضعتها الأمم المتحدة. ولهذا وعلى صعيد الإنجازات الاقتصادية ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 9٪؜ خلال الربع الثاني من عام 2024 ليصل إلى نحو 16.6 مليار دينار بحريني مقارنة بنفس الفترة من عام 2023. كما حققت الأنشطة غير النفطية ارتفاعاً بنسبة 2.8٪؜ وبلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة 85.2 ٪؜ وهي مساهمة كبيرة وتدل على التنويع الاقتصادي الذي حققته البحرين. وقد أشار تقرير مؤشرات التنافسية العالمية إلى تقدم مملكة البحرين بواقع 36 مرتبة لتصبح في المركز 18 عالمياً من أصل 193 دولة وهي قفزة كبيرة ومهمة في هذا المجال. كما تصدرت البحرين إقليمياً مؤشر الحرية المالية والتجارية والاستثمارية 2024 وفقاً لتقرير مؤسسة "هيريتيج فاونديشن" وحصلت على المركز الثالث خليجياً في مؤشر الحرية الاقتصادية الشامل وهي كلها دلائل على سعي دؤوب للتطور وإرادة جادة للتفوق والإنجاز على الرغم من التحديات.

ولا تقف الإنجازات عند الاقتصاد بل تشمل السياسة الخارجية كذلك وأبرزها استضافة البحرين أعمال القمة العربية العادية في دورتها الثالثة والثلاثين بحضور كبير من الزعماء والقادة العرب والتي عززت مكانة البحرين عربياً ودولياً كحاضنة للمؤتمرات المهمة. وقد أكدت البحرين خلال القمة التزامها بتعزيز الحوار والحلول الدبلوماسية في العالم العربي وتقدمت بمبادرات في غاية الأهمية منها عقد مؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية واتخاذ إجراءات فورية للاعتراف بدولة فلسطين وتوفير الخدمات التعليمية والصحية للأفراد المتضررين من النزاعات.

كما حققت البحرين هذا العام إنجازات غير مسبوقة في الميدان الرياضي أهمها المركز الأول عربياً و31 عالمياً في أكبر تجمع رياضي عالمي وهو أولمبياد باريس 2024 فحصدت أربع ميداليات بينها ذهبيتان وفضية وبرونزية لأول مرة منذ مشاركتها الأولى قبل 40 عاماً. وهذا الإنجاز المبهر تحقق بدعم ومتابعة مباشرة من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية اللذين يديران الملف الرياضي للبحرين بكل جدارة.

ونعلم أن هناك إنجازات وأرقاماً أخرى مذهلة تحققت على جميع المستويات والأصعدة فالبحرين على الرغم من صغر حجمها إلا أنها تثبت لنفسها وللآخرين دائماً أن نجاح الدول لا يعتمد على حجمها. وهذا التقدم الملموس في كل النواحي لم يكن ليتحقق لولا نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي حباها الله البحرين وبفضل حكمة وحنكة قائدها الملك المعظم حفظه الله ورعاه ربان السفينة الذي شجع على الانفتاح السياسي وعزز قيم التسامح والثقة بين القيادة والشعب مما جعل البحرين واحة خضراء للمواطن والمقيم وبلداً مريحاً وهادئاً ومرحباً بالجميع يقصدها القاصي والداني ويسعد في البقاء فيها والتمتع بخيراتها.