مع نسائم ديسمبر الفرح؛ تتعانق قلوب أهل البحرين وتفيض مشاعر الحب والوفاء لهذا الوطن ولهذه الأرض.. في ديسمبر تتزين البحرين احتفالاً بمناسبة احتفال المملكة بأعيادها الوطنية وعيد الجلوس الخامس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية، لتكون أكثر من مجرد مناسبات احتفالية، بل فرصة جديدة ومتجددة لتأكيد العهد والولاء للوطن وقيادته، والالتفاف حول ربان سفينة الوطن الذي قادها بحكمة ورؤية ملهمة.

احتفالات البحرين ليست مجرد مظاهر فرح؛ إنها تعبير صادق عن هوية وطنية راسخة، حيث تتزين القلوب قبل البيوت والمباني والشوارع، فتجد في كل زاوية ابتسامة وفرحة وقصصاً تروي حباً عميقاً لهذه الأرض.

في هذا العام تحديداً تختلف نكهة أعياد البحرين، حيث الاحتفال باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك المعظم، التي امتدت لخمسة وعشرين عاماً من الإنجازات والتحولات الكبرى، حيث يجدد البحرينيون بيعتهم وولاءهم لقائدهم، ومعاهدين على الوفاء والعمل الجاد لمواصلة مسيرة النماء والازدهار.

وعلى مدى ربع قرن من الزمان استطاع جلالة الملك المعظم أن يجسد رؤية عصرية للوطن، حيث باتت البحرين نموذجاً للتعايش والسلام والتنمية المستدامة، ما يجعل هذه المناسبة فرصة لاستذكار ما تحقق من إنجازات تاريخية في شتى المجالات، من تعزيز الديمقراطية إلى تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وتحسين حياة المواطنين ليفخر بأنه بحريني.

وفي خضم احتفالاتنا الوطنية نستحضر بكل فخر واعتزاز ذكرى شهدائنا الأبرار، حيث تتوشح مشاعرنا بالفخر والامتنان لشهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم دفاعاً عن أرضه وسيادته وصون مكتسباته.

فقد سطر الشهداء أروع معاني التضحية، فكانوا مثالاً للولاء والانتماء، بهم تبقى راية البحرين مرفوعة، وأرضها مصانة وسماؤها حرة، بدماء طاهرة زكت تراب الوطن.

يوم الشهيد ليس مجرد ذكرى؛ إنه تجديد للعهد بأن البحرين لن تنسى من ضحوا من أجلها، ومن كتبوا أسماءهم في صفحات العز والفداء.

هذه المناسبات الوطنية العزيزة تحمل رسالة سامية للعالم أجمع، بأن البحرين بمليكها وشعبها وساكنيها وضيوفها مثال للوحدة الوطنية، حيث تترجم الاحتفالات معاني الولاء والانتماء إلى أفعال، من خلال العمل الدؤوب على بناء المستقبل، مع الحفاظ على القيم والتقاليد التي تشكل أساس الهوية البحرينية، التي نفخر بها على الدوام.

نحتفي بأعيادنا الوطنية وعيد الجلوس بكل فخر، مؤكدين أن البحرين ستظل منارة للسلام والتنمية، ومع كل فرحة نعيشها في ديسمبر الخير نجدد العهد بأن نبقى مخلصين للوطن وقيادته، ومعاهدين الشهداء على أن تظل ذكراهم نبراساً يضيء لنا دروب العطاء والبذل.

كل عام والبحرين وشعبها وقيادتها بألف خير.. وكل عيد جلوس ومليكنا المعظم رمز للحكمة والعزيمة، حفظه الله وحفظ وطننا الغالي.