الأوسمة الملكية.. أعلى درجات التكريم التي يمكن أن يحصل عليها المواطن.. حلم ورغبة وهدف يتسابق الجميع لشرف نيله، لما له من أهمية وثقل ومكانة، فهو تكريم من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في مناسبة وطنية مهمة وهي احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وعيد الجلوس الخامس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية.

ثمة أهمية كبيرة ودلالات متعددة، تبرز مكانة الشخص المكرم وتعكس الاعتراف بالجهود الوطنية المبذولة في خدمة الوطن في مجالات مختلفة، مثل الأمن والعلم، والطب والثقافة، والسياسة، الاقتصاد، والرياضة والإعلام وغيرها، وهذا التقدير يعزز من الشعور بالانتماء ويزيد من المسؤولية الوطنية.

الفريق الإعلامي المكلف بتغطية الحدث الوطني الهام يتابع باهتمام مسيرة المكرمين وعطاءاتهم المستمرة، فهم يمثلون النموذج المعطاء والمخلص، وما تتويج مسيرتهم بالأوسمة الملكية إلا اعترافاً رسمياً من لدن راعي نهضة البلاد جلالة الملك المعظم ببصمتهم وعملهم، فهنيئا للمكرمين هذا التكريم الرفيع والثمين، فحصول كل فرد منهم على وسام ملكي يُعدّ حافزاً كبيراً لهم ولغيرهم لمواصلة العمل والإنجاز.

إن ثقافة التكريم.. ثقافة مهمة يجب الاقتداء بها، فهي ليست عرفاً اجتماعياً بل أداة لتعزيز الروابط الإنسانية وبناء الثقة بين الأفراد في مختلف المجالات، سواء كان التكريم على المستوى الشخصي أو المهني، فهو يسهم في تعزيز الثقة ورفع الروح المعنوية، وحبذا لو يكون جزءاً من السياسات الداخلية في كل المؤسسات لتعزيز الولاء والالتزام الوظيفي. فتكريم الموظفين على جهودهم يعزز من رضاهم ويساهم في تحسين أدائهم.

تشير الدراسات النفسية إلى أن الشكر والتقدير يساهمان في تحسين الحالة النفسية والصحة العامة للأفراد، فالأشخاص الذين يتلقون الشكر يشعرون بالسعادة والرضا، مما ينعكس إيجابياً على أدائهم وحياتهم اليومية، وفي دراسة أجريت في جامعة هارفارد أظهرت أن الموظفين الذين يتلقون التقدير بانتظام يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا الوظيفي ويكونون أكثر إنتاجية بنسبة تصل إلى 31% مقارنة بزملائهم الذين لا يتلقون التكريم.

وفي تقرير صادر عن جمعية علم النفس الأمريكية (APA) تبين أن الأشخاص الذين يتلقون تقديراً اجتماعياً يتمتعون بصحة نفسية أفضل، حيث يقل لديهم مستوى التوتر والقلق، مقابل زيادة في الشعور بالسعادة والرضا، وأيضا في دراسة من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وجدت أن الشركات التي تعتمد على برامج التكريم والإشادة تلاحظ زيادة في معدلات الابتكار والإبداع بين موظفيها. فالتكريم يشجع الأفراد على التفكير خارج الصندوق والمشاركة بالجديد.

إن الاقتداء بنهج جلالة الملك المعظم في هذا الأمر وغيره يعد أمراً وضرورياً، فالشكر قيمة أساسية يجب أن تكون جزءاً من حياتنا اليومية. فتعزيز ثقافة التكريم والشكر، تخلق بيئة إيجابية تدفع الجميع للعطاء والتفاني، وهي جزء لا يتجزأ من الاستثمار طويل الأمد في العنصر البشري، فالاقتداء بنهج وفكر ورؤية جلالة الملك المعظم تمثل دافعاً للمزيد من الإنجاز.