في كل عام، تحتفي مملكة البحرين بيوم الشهيد، وهو يوم يحمل في طياته أسمى معاني الوفاء والاعتزاز بشهداء الواجب من منتسبي وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية الوطن وضمان أمنه واستقراره. هؤلاء الأبطال قدموا أغلى ما لديهم، ليمنحونا، نحن شعب البحرين، حياة مليئة بالأمان والسلام.

القيادة الحكيمة في البحرين، وعلى رأسها والد الجميع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تضرب أروع الأمثلة في تقدير الشهداء وأسرهم. هذه الأسر التي قدمت فلذات أكبادها تجد من القيادة كل الدعم والرعاية المستمرة.

وقد أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي، في كلمته المؤثرة بمناسبة يوم الشهيد: "إن شهداءنا الأبرار تركوا لنا إرثاً خالداً من القيم الوطنية النبيلة، وستظل تضحياتهم محفورة في ذاكرة الوطن وصفحات تاريخه. إن هذه المناسبة الغالية تجسد قيم الوفاء والاعتزاز ببطولات أبناء البحرين الذين رسخوا معنى الولاء والانتماء لمملكتنا الغالية".

وأضاف سموه: "إننا في هذا اليوم المجيد نقف إجلالاً وإكراماً لتضحيات شهدائنا، الذين لبوا نداء الواجب في أشرف ميادين التضحية والعطاء، وإن فضائل شهدائنا ستبقى نبراساً ينير طريقنا نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لمملكتنا".

كلمات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة دخلت قلوبنا، كما يفعل دائماً عندما يتحدث عن الشهداء، فكلماته ليست مجرد خطاب، بل رسالة حقيقية تصل إلى قلوب المواطنين. نهجه الملهم والمؤثر يجعل من حديثه عن الشهداء وأسرهم نموذجاً يُحتذى به في الوفاء والالتزام الوطني.

كمواطنة بحرينية، وأنا أحتفل بالعيد الوطني المجيد لبلادي وذكرى جلوس جلالة الملك المعظم، أشعر أن واجبي لا يقتصر على الاحتفال فحسب، بل يمتد إلى زيارة أهالي أسر الشهداء. هذا الشعور نابع من إحساس عميق بالتقدير والمسؤولية. فشهداؤنا قدموا أرواحهم الغالية لنعيش نحن بأمن واستقرار، وأسرهم تحملت ألم الفقد لتمنحنا هذا السلام. لذلك، أرى أنه يجب علينا كمواطنين أن نقوم بزيارتهم ونقول لهم بقلوبنا قبل كلماتنا: "شكراً على عطائكم وتضحياتكم".

شهداء الواجب من منتسبي وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين ليسوا مجرد أسماء في الذاكرة، بل هم أبطال تركوا أثراً خالداً في تاريخ الوطن. وأسرهم تستحق منا كل أشكال الامتنان والرعاية، ليس فقط بالكلمات، ولكن أيضًا من خلال زيارات متواصلة ودعم يعبر عن تقديرنا لتضحياتهم.

وكما أشار سمو الشيخ ناصر: "إننا بهذه المناسبة ندعو أبناء البحرين لاتخاذ الشهداء قدوة في الولاء للمملكة والعمل الجاد والمخلص في سبيل تعزيز الأمن والازدهار". أتمنى أن تكون هناك جهة تتبنى فكرة تنظيم زيارات دورية لأسر الشهداء على مدار العام، لأن الشهداء وأسرهم قدموا لنا الأمن والاستقرار الذي نعيشه اليوم.

ختامًا، يوم الشهيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو تذكير دائم بأن ما نتمتع به من أمن وسلام هو ثمرة تضحيات شهداء الواجب من وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين، وتضحيات أسرهم التي ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن. القيادة البحرينية تقدم نموذجاً رائداً في الوفاء والرعاية، وحديث سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة المؤثر يظل نبراساً يلهم الجميع للسير على خطى التضحية والإخلاص للوطن.