بينما كنت أجلس في المنزل أراقب أبنائي، لفت انتباهي تنافس حماسي بينهم على تحقيق أعلى النقاط في تطبيق «سنولي». لم تكن هذه مجرّد لعبة بالنسبة لهم، بل تجربة تربط بين الترفيه والتعليم، تُشعل فيهم الحماس للتفوق الدراسي.

شعرت بالفخر لرؤية كيف يمكن للتقنية أن تحوّل التعلم إلى تجربة ممتعة ومبتكرة، خاصة عندما يكون هذا الابتكار نتاجاً محلياً يحمل رؤية مستقبلية لتحسين التعليم.

ما يميز «سنولي» هو قدرته على دمج التعليم بالتسلية من خلال أنظمة التلعيب، حيث يكافَأ الطلاب على أدائهم الأكاديمي بفرص لتطوير مستوياتهم داخل اللعبة. هذا التحوّل في أسلوب التعلم يجعل الطلاب أكثر تفاعلاً، ويحفّزهم على تحسين مستواهم الدراسي بطرق مبتكرة بعيداً عن الأساليب التقليدية الجامدة.

لكن وراء نجاح مثل هذه المشاريع، تكمن جهود كبيرة تتطلّب شراكات قوية بين مختلف القطاعات. التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الحكومي ضروري لضمان استدامة هذه المبادرات.

فالقطاع الخاص يوفّر الدعم المالي والتقني، بينما تساهم المؤسسات الأكاديمية في تطوير المحتوى التعليمي وضمان جودته. أما القطاع الحكومي، فيؤمّن بيئة تنظيمية داعمة تشجع على الابتكار وتوفّر البنية التحتية الرقمية اللازمة.

إذا نظرنا إلى قصص نجاح منصّات تقنية عالمية، نجد أنها بدأت كمبادرات فردية، لكن توسعها ونجاحها اعتمدا على الشراكات المجتمعية والدعم الحكومي. هذه الشراكات ساعدت في تجاوز تحديات السوق، وتوفير بيئة ملائمة للنمو والابتكار، وتعزيز ثقة المستخدمين.

على المستوى المحلي، يمثّل «سنولي» مثالاً حياً على إمكانياتنا في تحقيق الابتكار. ولكن لدعم مثل هذه المشاريع، يجب أن نُدرك أن الاستثمار فيها ليس رفاهية، بل ضرورة للتطور. تخيّلوا لو أن كل مشروع تعليمي مبتكر حظي بالدعم اللازم، ما الأثر الذي سيتركه على الأجيال القادمة؟ وكيف يمكن أن نصبح مركزاً إقليمياً للتعليم الرقمي؟ هذا هو الحلم الذي يجب أن نعمل عليه.

مشاهدة أبنائي يتنافسون على «سنولي» لم تكن مجرد لحظة عائلية لطيفة، بل كانت إشارة إلى الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها التقنية في تحسين التعليم. مع الدعم والشراكات الصحيحة، يمكن لمثل هذه المشاريع أن تكون نواة لتغيير شامل يعزّز مكانتنا كروّاد في الابتكار الرقمي والتعليمي.

هل نحن مستعدون للمساهمة في هذه الرحلة نحو مستقبل تعليمي أفضل؟ كيف يمكننا كمجتمع دعم المشاريع التعليمية التقنية مثل «سنولي»؟ وما الأفكار الأخرى التي يمكن أن تدمج بين التعليم والتسلية لجذب اهتمام الطلاب؟

في الختام، التحول الذي شاهدته في أبنائي من خلال «سنولي» يجعلني متفائلاً بما يمكن أن نحققه إذا توحّدت الجهود نحو هدف مشترك. لنجعل التقنية وسيلة لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا، ونساهم جميعاً في خلق بيئة تعليمية محفّزة ومبتكرة.

* خبير تقني