في إنجاز جديد يُضاف إلى رصيد مملكة البحرين الحقوقي والإنساني، واصلت المملكة تصدّرها في التصنيف الدولي ضمن الفئة الأولى في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص للعام الثامن على التوالي، حيث يأتي هذا التصنيف المرموق تتويجاً للجهود المتواصلة التي تبذلها مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبمتابعة مباشرة من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، فهذا الإنجاز يعكس التزام البحرين الثابت بالقيم الإنسانية وحرصها على صون الكرامة البشرية، إذ وضعت المملكة استراتيجية متكاملة تقوم على الوقاية والحماية والملاحقة القانونية والشراكات الدولية.
لم يأتِ تحقيق المملكة هذا التصدّر في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص إلا بالعمل المتواصل والجهود التي قامت بها اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص من خلال تطوير آليات مبتكرة، كان أبرزها نظام الإحالة الوطني للضحايا، والذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، إذ يضمن سرعة التدخل وتقديم الحماية الشاملة والدعم النفسي والقانوني للضحايا، كما رسخت المملكة مبدأ العدالة من خلال محاسبة كل من يثبت تورطه في قضايا الاتجار بالأشخاص، إلى جانب إطلاق حملات توعوية موسعة لتعزيز وعي المجتمع بهذه القضية العالمية، وفي الواقع لم تقتصر الجهود على الجانب المحلي فقط، بل امتدت إلى شراكات إقليمية ودولية أثمرت عن تبادل الخبرات وتطوير أفضل الممارسات، ما جعل من مملكة البحرين نموذجاً يحتذى في محيطها الخليجي والعربي.
إن حفاظ البحرين على موقعها الريادي في هذا التصنيف المرموق للعام الثامن يؤكد أن الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج إرادة سياسية صادقة ورؤية استراتيجية واضحة، كما يجسّد صورة المملكة كدولة حضارية تراعي حقوق الإنسان وتلتزم بالمواثيق الدولية ذات الصلة، ويحق للبحرينيين أن يفخروا بهذا التقدير العالمي، الذي يعكس المكانة المتقدمة للمملكة في مضمار حماية الإنسان وصون كرامته، فاستمرار هذا النجاح يعزز الثقة في أن البحرين ماضية على نهجها الراسخ، لتظل دائماً في موقع الريادة بمجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، ولتقدم للعالم رسالة حضارية عنوانها العدالة والإنسانية.
همسة
الكرامة الإنسانية هي حق أصيل لكل إنسان، وما دامت مملكة البحرين متمسكة بهذا المبدأ، ستبقى دائماً في موقع الريادة، وسيكون نهجها العدل ورايتها الإنسانية.