لا ننكر بأن ‏منصات ‏برامج التواصل الاجتماعي تحولت إلى مساحة تستفز الكثير ممن يحرصون على رؤية صورة وطنهم بالشكل الذي يليق.

للأسف ليس حساباً واحداً ومن دولة محددة وإنما حسابات منتشرة كالفراش المبثوث.

لا أعلم لماذا صاحب الحساب والذي يعتبر في الوقت عينه مواطناً تجده يسعى بكل قوته، ومن خلال عدسة هاتفه، للوصول بالحساب إلى الترند، على حساب وطنه وعلى حساب استعراض أشخاصٍ محدودي المعرفة وقليلي الحيلة.

ردود بعض الناس المبعثرة وكلماتهم المتكسرة لا تنسجم مع الواقع ولا تعكس المنطق، ومع ذلك، يبقى لهم الحق في المحاولة والمشاركة، فلكل شخص فرصة للتعبير والتعلم.

على الجانب الآخر، هؤلاء المشاركون لا يسلمون من «الطقطقة» وضحك المعلقين على المنشورات والاستهزاء بهم.

ما يترك أثراً في ذهن المشاهد أكثر مما قد يتوقع، وكأن كل هفوة تُسجّل بصمت على صورة المجتمع.

وما يثير القلق أكثر أن بعض ما يُنشر لا يعكس ثقافة البلد ولا قيمه الحقيقية، والأسوأ أن المتابعين من الخارج ينسبون هذه التصرفات إلى الوطن كله، وكأن مشهداً عابراً قادراً على تلخيص هوية مجتمع كامل.

يا سادة يا كرام.. فلننتبه!!! نحن لا ننقل فقط بالكلمات، بل بالصور، النبرة، طريقة التقديم، الملابس، وكل التفاصيل الصغيرة التي تظهر أمام المتلقي الدولي والمحلي. لذلك، لكل محتوى أثر مباشر على صورة الوطن.

ومن هنا، تبرز أهمية مراجعة المحتوى من الجهات المختصة لضمان عدم الإساءة لأي منطقة أو فرد، بما يشبه دور «بوليس المشاهير» الذي يراقب ما يُنشر للحفاظ على سمعة البلد، دون فرض رقابة صارمة، بل حماية الهوية البصرية بطريقة مسؤولة وواعية.