من يتابع سباق البحرين الدولي للخيل من داخل نادي راشد للفروسية وسباق الخيل يدرك أن الحدث لم يعد فعالية موسمية، بل تحوّل إلى مشروع وطني يعكس توجّه القيادة الحكيمة نحو بناء قطاع رياضي قادر على الإسهام في التنمية الاقتصادية والسياحية.

فالمشهد الذي يسبق الأشواط ويتزامن مع فعالياته لم يعد مجرد منافسة رياضية، بل منظومة شاملة تتعامل مع الفروسية باعتبارها صناعة متكاملة تقوم على التخطيط، والتطوير، وامتداد العلاقات الدولية.

ويُبرز في هذا التحوّل الدور المحوري لسمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء، رئيس الهيئة العليا لنادي راشد للفروسية وسباق الخيل، الذي يقود تنفيذ رؤية واضحة تُترجم توجهات القيادة الحكيمة إلى خطوات عملية داخل النادي.

وتشمل هذه الخطوات إعادة تنظيم آليات العمل، وتحديث البنية الفنية، ورفع معايير الجاهزية، ما جعل السباق أكثر قدرة على استقطاب المشاركين الدوليين، وتعزيز الحضور الإعلامي العالمي، وتثبيت موقع البحرين في خارطة الفروسية الدولية.

كما تكشف المتابعة الميدانية حجم التطور في أداء الكوادر الوطنية التي أصبحت اليوم ركيزة أساسية في نجاح الحدث. ففرق التنظيم والإعلام والعمليات تعمل بانسجام واحترافية تعكس تراكم الخبرة الوطنية، وتؤكد قدرة الشباب البحريني على إدارة الفعاليات الكبرى بكفاءة عالية.

وهذا يؤكد أن الاستثمار في الإنسان البحريني كان خياراً صائباً جعل الكوادر المحلية جزءاً أصيلاً من التطور الحاصل.

ويتضح كذلك أن التحوّل لم يعد في الشكل فقط، بل في العقلية التي تُدار بها منظومة الفروسية. فالعمل اليوم يقوم على بناء نموذج مستدام يرتبط بالسياحة، والاقتصاد، والهوية الوطنية.

وهناك وضوح أكبر في الأدوار، وتوسّع في الشراكات الدولية، واستعداد متصاعد للتعاطي مع حقوق البث والإعلام، بما يعكس إدراكاً متقدماً لأهمية توظيف الرياضة في تعزيز موقع البحرين إقليمياً ودولياً.

وهكذا يتشكل أمامنا نموذجٌ وطني متكامل: رؤية تُحدّد الاتجاه، وقيادة محنكة في التنفيذ، وكوادر بحرينية تحمل التفاصيل. وهذا التكامل هو ما يحوّل السباق من فعالية رياضية إلى قيمة استراتيجية تعكس ثقة البحرين بذاتها وقدرتها على التقدّم بثبات.

همسة

في كل نسخة من هذا السباق، يبدو واضحاً أن الفروسية في البحرين لم تعد رياضة فقط.. بل هوية وطنية متكاملة تُصاغ على المضمار، وتُروى للعالم بصوتٍ بحريني واثق.