عقدت القمة العربية في عمان، وارتفعت صوت الشعوب العربية عبر برنامج التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة في العالم العربي «تويتر» ليسجل المغردون 76 ألف تغريدة تحت اسم #القمة_ العربية. فما هي طبيعة التغريدات التي ساهمت بها الشعوب العربية للترويج لهذه القمة العربية التي من «المفترض» أن تكون قمة هامة في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسة التي تمر بها دولنا العربية؟ هل انشغل المغردون بكلمات القادة العرب والتي كانت تحمل في مضامينها الكثير من الأفكار والتطلعات النيرة؟ الغريب أن المغردين بدؤوا بالتغريد بإحباط وتوقعوا الفشل للقمة العربية قبل بدئها، وسادت حالة «التنجيم» و«استشفاف المستقبل» السلبية من قبل المغردين.
وما إن بدأت القمة، حتى باتت الفيديوهات تنتشر بسرعة البرق، ولا أقصد هنا «الفيديوهات الإيجابية التي تنشر كلمات قادة الدول العربية وآرائهم وتوجهاتهم» بل فيديوهات لأمور هامشية بعضها مفبرك، لن تغير في واقعنا العربي شيئاً، متناسين أهمية هذه القمة وتأثيرها على وضع الدول العربية حالياً.
لا ألوم الشعوب العربية المحبطة، والتي تعتبر مثل هذه القمم «تحصيل حاصل» أو «إجراء شكلي»، فالترويج لقممنا العربية نستطيع أن نصفها «بالمخجلة جداً»، حيث لا تأخذ هذه القمم العربية نصيبها من الترويج الإيجابي الرسمي، ولا يتم الاستعانة بشركات علاقات عامة تستطيع ترويج الحدث بالشكل اللائق به، فالخبر هو «صناعة» تحتاج إلى عمال ماهرين «لصناعته» فكم من أخبار لا تستحق الالتفات إليها أصبحت هي مثار وحديث الشارع والعالم، بسبب ترويجها بطريقة صحيحة. أما إذا ما أعدنا النظر في طريقة الترويج الشعبي للحدث فسنرى أن الشعوب العربية مبدعة جداً وخلاقة جداً في تحوير أي حدث هام إلى حدث هامشي، فالقمة العربية هذه المرة سميت بقمة «البحر الميت» نظراً لانعقادها في منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية، وقد طوع العرب كل المصطلحات السلبية لمفردة «ميت» وعطفها على هذه القمة. وقد قاموا بالتركيز على حركات جلوس ومشي بعض القادة وفبركتها، وتكرار نشرها، متناسين بأنهم يساهمون في زيادة المخزون الإعلامي السلبي لعالمنا العربي. فكيف نرتجي من العالم أن يحترمنا ونحن لا نحترم أنفسنا؟ كيف نرتجي من العالم أن يضع لنا «قدر وقيمة» ونحن نساهم بشكل مباشر في «تشويه» سمعتنا على جميع الأصعدة.
فلنتخيل أننا نعيش في عالم أكثر إيجابية وأكثر «أفلاطونية»، وقام كل شخص عربي بكتابة تطلعاته عن القمة على شكل تغريده، أو فيديو أو رسالة نصية، وقمنا بتكرارها وتداولها فيما بيننا، كنا سنخرج على أقل تقدير بمؤشر لقياس الرأي عن تطلعاتنا «المشتركة» نحن العرب، ولربما كان سيلتفت بعض القادة إلى هذا المؤشر الذي يعبر عن تطلعاتنا وآمالنا، وكان بالإمكان أيضاً أن نلفت الرأي العام العالمي إلى «رقينا وحسن تصرفنا».
يرانا العالم بأسره بأننا متنافرون، متضادون رغم كل الروابط التي تجمعنا كعرب، وها نحن نثبت لهم صحة ما يعتقدونه، وها هم يرون ردات فعلنا على «قممنا العربية». لا أقول «زيفو الواقع» بل أقول «أحسنوا الترويج» فلكل شيء جانب مشرق. فالعالم أجمع يعتمد على مجسات الرأي العام في التعرف على نقاط ضعف خصمه، وها نحن نروج عن أنفسنا بطريقة تخبر الأطراف الأخرى عن «مواطن الاعتلال» لدينا.
لست بمتفائلة أيضاً بمخرجات «القمم العربية»، ولكني سأستغل هذه الفرصة لأعرب عن آمالي وتطلعاتي بضرورة التكامل العربي على الصعيد الأمني والاقتصادي والإعلامي لنتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها دولنا، سأعبر وسأغرد بتطلعاتي بأن نكون كياناً عربياً يشغل حيزاً من العالم، لن أكرر أحلام أجدادي بأن يكون العالم العربي «موحداً» بل سأكتفي بكلمة «التكامل»، فلماذا أمد يدي للخارج، والدول العربية فيها من التنوع ما يكفل لي أن أتكامل معاها لا سيما على الصعيد الأمني والاقتصادي.
إن الترويج عن دولنا هي مسؤولية مشتركة يقع جزء منها على الإعلام الرسمي، وجزء كبير منها على الترويج الشعبي، فلنحسن الترويج عن أنفسنا ودولنا.
وما إن بدأت القمة، حتى باتت الفيديوهات تنتشر بسرعة البرق، ولا أقصد هنا «الفيديوهات الإيجابية التي تنشر كلمات قادة الدول العربية وآرائهم وتوجهاتهم» بل فيديوهات لأمور هامشية بعضها مفبرك، لن تغير في واقعنا العربي شيئاً، متناسين أهمية هذه القمة وتأثيرها على وضع الدول العربية حالياً.
لا ألوم الشعوب العربية المحبطة، والتي تعتبر مثل هذه القمم «تحصيل حاصل» أو «إجراء شكلي»، فالترويج لقممنا العربية نستطيع أن نصفها «بالمخجلة جداً»، حيث لا تأخذ هذه القمم العربية نصيبها من الترويج الإيجابي الرسمي، ولا يتم الاستعانة بشركات علاقات عامة تستطيع ترويج الحدث بالشكل اللائق به، فالخبر هو «صناعة» تحتاج إلى عمال ماهرين «لصناعته» فكم من أخبار لا تستحق الالتفات إليها أصبحت هي مثار وحديث الشارع والعالم، بسبب ترويجها بطريقة صحيحة. أما إذا ما أعدنا النظر في طريقة الترويج الشعبي للحدث فسنرى أن الشعوب العربية مبدعة جداً وخلاقة جداً في تحوير أي حدث هام إلى حدث هامشي، فالقمة العربية هذه المرة سميت بقمة «البحر الميت» نظراً لانعقادها في منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية، وقد طوع العرب كل المصطلحات السلبية لمفردة «ميت» وعطفها على هذه القمة. وقد قاموا بالتركيز على حركات جلوس ومشي بعض القادة وفبركتها، وتكرار نشرها، متناسين بأنهم يساهمون في زيادة المخزون الإعلامي السلبي لعالمنا العربي. فكيف نرتجي من العالم أن يحترمنا ونحن لا نحترم أنفسنا؟ كيف نرتجي من العالم أن يضع لنا «قدر وقيمة» ونحن نساهم بشكل مباشر في «تشويه» سمعتنا على جميع الأصعدة.
فلنتخيل أننا نعيش في عالم أكثر إيجابية وأكثر «أفلاطونية»، وقام كل شخص عربي بكتابة تطلعاته عن القمة على شكل تغريده، أو فيديو أو رسالة نصية، وقمنا بتكرارها وتداولها فيما بيننا، كنا سنخرج على أقل تقدير بمؤشر لقياس الرأي عن تطلعاتنا «المشتركة» نحن العرب، ولربما كان سيلتفت بعض القادة إلى هذا المؤشر الذي يعبر عن تطلعاتنا وآمالنا، وكان بالإمكان أيضاً أن نلفت الرأي العام العالمي إلى «رقينا وحسن تصرفنا».
يرانا العالم بأسره بأننا متنافرون، متضادون رغم كل الروابط التي تجمعنا كعرب، وها نحن نثبت لهم صحة ما يعتقدونه، وها هم يرون ردات فعلنا على «قممنا العربية». لا أقول «زيفو الواقع» بل أقول «أحسنوا الترويج» فلكل شيء جانب مشرق. فالعالم أجمع يعتمد على مجسات الرأي العام في التعرف على نقاط ضعف خصمه، وها نحن نروج عن أنفسنا بطريقة تخبر الأطراف الأخرى عن «مواطن الاعتلال» لدينا.
لست بمتفائلة أيضاً بمخرجات «القمم العربية»، ولكني سأستغل هذه الفرصة لأعرب عن آمالي وتطلعاتي بضرورة التكامل العربي على الصعيد الأمني والاقتصادي والإعلامي لنتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها دولنا، سأعبر وسأغرد بتطلعاتي بأن نكون كياناً عربياً يشغل حيزاً من العالم، لن أكرر أحلام أجدادي بأن يكون العالم العربي «موحداً» بل سأكتفي بكلمة «التكامل»، فلماذا أمد يدي للخارج، والدول العربية فيها من التنوع ما يكفل لي أن أتكامل معاها لا سيما على الصعيد الأمني والاقتصادي.
إن الترويج عن دولنا هي مسؤولية مشتركة يقع جزء منها على الإعلام الرسمي، وجزء كبير منها على الترويج الشعبي، فلنحسن الترويج عن أنفسنا ودولنا.