لعل مفهوم «رجل الأمن» لم يعد يقتصر على جانبه التقليدي والذي كان فيه رجل الأمن مسؤولاً عن أمن وحياة الآخرين وأمن تنقلهم من مكان إلى آخر وكذلك توفير الأمن والحماية للممتلكات العامة والخاصة، فالمجالات الحياتية واليومية هي التي تفرض نفسها وتتطلب توفير الأمن بها، لقد تطور مفهوم الأمن ليشمل جانب المعلومات الإلكترونية التي تتولد بشكل هائل في الثانية الواحدة.
إن الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة أصبح أمراً أساسياً وضرورياً، الأمر الذي ينتج عنه معلومات ضخمة تحتاج لتوفير السبل والمعدات الحديثة التي تضمن سلامتها وعدم اختراقها، بالإضافة إلى العنصر الأهم وهو العامل البشري وذلك بتوفير أصحاب المعارف والخبرة العالية في مجال أمن وحماية المعلومات.
في الأسابيع القليلة الماضية فوجئ العالم بقرصنة إلكترونية حديثة عبر فيروس «الفدية» «WannaCry» حيث اجتاح هذا الفيروس أكثر من 150 دولة من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية وكذلك المملكة المتحدة وروسيا وإيطاليا والصين والهند ودول أخرى. يتلخص عمل هذا الفيروس بدايةً بأنه يصيب الأجهزة العاملة بنظام ويندوز وذلك بوصول رسالة للمستخدم تطلب منه تحميل ملفات مرفقة بالبريد الإلكتروني أو عبر رابط إلكتروني مذكور، ومن ثم يبدأ الفيروس بعمله وباستحواذه على بيانات الجهاز عبر منع المستخدم من الوصول إلى نظام التشغيل وتشفير بيانات المستخدم بالجهاز، وبعد نجاح هذه الخطوة يُطلب من المستخدم دفع مبلغ مالي كفدية للوصول لبياناته وهذه الفدية تتراوح من 300 حتى 600 دولار خلال الأيام الثلاثة الأولى من نجاح عملية القرصنة وإلا فإنها تتضاعف حتى اليوم السابع ومن ثم يتم محو البيانات في حال عدم الدفع.
فيروس «الفدية» ليس أول خطر إلكتروني يهدد المستخدمين وبلا شك فهو ليس بالأخير، بل هناك المزيد من أساليب القرصنة الإلكترونية التي ستتطور وستصبح أشد عنفاً وخطورة، وإن أضفنا إلى ذلك تنامي استخدام الأنظمة الإلكترونية الحديثة وتحول الخدمات من مقدميها من الطريقة التقليدية إلى الخدمات الإلكترونية، والبيانات الحساسة للأفراد والحكومات التي يتم حفظها إلكترونياً، وانتشار الهواتف المحمولة الذكية وكذلك ازدياد مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح تبادل المعلومات والملفات بكل سهولة ويسر وقد تكون بيئة خصبة لقراصنة المعلومات، فإننا ندرك بأن هناك كماً هائلاً من المعلومات التي تحتاج لتوفير الأمن والحماية، ذلك بأنه إن لم نطور وسائل حماية المعلومات فالخطر يتهدد ملفاتنا الشخصية كأفراد وكذلك معلومات الحكومات والهيئات والشركات بشتى أنواعها والتي لا تقبل بأي حال من الأحوال أن تسرب للآخرين.
كما نجد العديد من الدول المتطورة عسكرياً تنمي منظومتها الإلكترونية كونها تشكل سلاحاً حديثاً ومتطوراً ولها تأثيرات واسعة المدى والتي قد تشل منظومات أخرى.
إن الحاجة اليوم لم تعد تقتصر على الاعتماد على موظفي أمن المعلومات لمعالجة التأثيرات السيئة التي يتسبب بها قراصنة المعلومات أو الوقاية الأولية منها، بل هناك حاجة ماسة للتحول لمرحلة الكشف المسبق للمخاطر الأمنية بمجال المعلومات وإنشاء مراكز ذات مستوى رفيع ومتخصصة في هذا المجال تجمع الخبراء والمستشارين وكذلك تقدم الدعم والمشورة اللازمة للعاملين بهذا المجال وتدريبهم بأساليب متعددة ترفع من كفاءتهم. ووفقاً لدراسة لمؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية Gartner فإنه من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي إلى 90 مليار دولار بمجال أمن المعلومات خلال عام 2017، و113 مليار دولار حتى عام 2020 وذلك لأهمية المعلومات والمخاطر المحدقة بها.
كذلك، فإن الاهتمام بالتوعية حول الوقاية من مخاطر القرصنة الإلكترونية تعد من الوسائل المهمة لتفادي الكوارث الإلكترونية وتقليل أضرارها وذلك من خلال إعداد برامج توعوية مبتكرة تخدم كافة شرائح المجتمع وتنمي معلوماتهم حول هذا المجال، كما من الضروري أن تتعاون كافة المؤسسات بمختلف أنواعها لتحقيق أمن المعلومات.
* رئيس جمعية الشباب والتكنولوجيا
إن الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة أصبح أمراً أساسياً وضرورياً، الأمر الذي ينتج عنه معلومات ضخمة تحتاج لتوفير السبل والمعدات الحديثة التي تضمن سلامتها وعدم اختراقها، بالإضافة إلى العنصر الأهم وهو العامل البشري وذلك بتوفير أصحاب المعارف والخبرة العالية في مجال أمن وحماية المعلومات.
في الأسابيع القليلة الماضية فوجئ العالم بقرصنة إلكترونية حديثة عبر فيروس «الفدية» «WannaCry» حيث اجتاح هذا الفيروس أكثر من 150 دولة من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية وكذلك المملكة المتحدة وروسيا وإيطاليا والصين والهند ودول أخرى. يتلخص عمل هذا الفيروس بدايةً بأنه يصيب الأجهزة العاملة بنظام ويندوز وذلك بوصول رسالة للمستخدم تطلب منه تحميل ملفات مرفقة بالبريد الإلكتروني أو عبر رابط إلكتروني مذكور، ومن ثم يبدأ الفيروس بعمله وباستحواذه على بيانات الجهاز عبر منع المستخدم من الوصول إلى نظام التشغيل وتشفير بيانات المستخدم بالجهاز، وبعد نجاح هذه الخطوة يُطلب من المستخدم دفع مبلغ مالي كفدية للوصول لبياناته وهذه الفدية تتراوح من 300 حتى 600 دولار خلال الأيام الثلاثة الأولى من نجاح عملية القرصنة وإلا فإنها تتضاعف حتى اليوم السابع ومن ثم يتم محو البيانات في حال عدم الدفع.
فيروس «الفدية» ليس أول خطر إلكتروني يهدد المستخدمين وبلا شك فهو ليس بالأخير، بل هناك المزيد من أساليب القرصنة الإلكترونية التي ستتطور وستصبح أشد عنفاً وخطورة، وإن أضفنا إلى ذلك تنامي استخدام الأنظمة الإلكترونية الحديثة وتحول الخدمات من مقدميها من الطريقة التقليدية إلى الخدمات الإلكترونية، والبيانات الحساسة للأفراد والحكومات التي يتم حفظها إلكترونياً، وانتشار الهواتف المحمولة الذكية وكذلك ازدياد مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح تبادل المعلومات والملفات بكل سهولة ويسر وقد تكون بيئة خصبة لقراصنة المعلومات، فإننا ندرك بأن هناك كماً هائلاً من المعلومات التي تحتاج لتوفير الأمن والحماية، ذلك بأنه إن لم نطور وسائل حماية المعلومات فالخطر يتهدد ملفاتنا الشخصية كأفراد وكذلك معلومات الحكومات والهيئات والشركات بشتى أنواعها والتي لا تقبل بأي حال من الأحوال أن تسرب للآخرين.
كما نجد العديد من الدول المتطورة عسكرياً تنمي منظومتها الإلكترونية كونها تشكل سلاحاً حديثاً ومتطوراً ولها تأثيرات واسعة المدى والتي قد تشل منظومات أخرى.
إن الحاجة اليوم لم تعد تقتصر على الاعتماد على موظفي أمن المعلومات لمعالجة التأثيرات السيئة التي يتسبب بها قراصنة المعلومات أو الوقاية الأولية منها، بل هناك حاجة ماسة للتحول لمرحلة الكشف المسبق للمخاطر الأمنية بمجال المعلومات وإنشاء مراكز ذات مستوى رفيع ومتخصصة في هذا المجال تجمع الخبراء والمستشارين وكذلك تقدم الدعم والمشورة اللازمة للعاملين بهذا المجال وتدريبهم بأساليب متعددة ترفع من كفاءتهم. ووفقاً لدراسة لمؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية Gartner فإنه من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي إلى 90 مليار دولار بمجال أمن المعلومات خلال عام 2017، و113 مليار دولار حتى عام 2020 وذلك لأهمية المعلومات والمخاطر المحدقة بها.
كذلك، فإن الاهتمام بالتوعية حول الوقاية من مخاطر القرصنة الإلكترونية تعد من الوسائل المهمة لتفادي الكوارث الإلكترونية وتقليل أضرارها وذلك من خلال إعداد برامج توعوية مبتكرة تخدم كافة شرائح المجتمع وتنمي معلوماتهم حول هذا المجال، كما من الضروري أن تتعاون كافة المؤسسات بمختلف أنواعها لتحقيق أمن المعلومات.
* رئيس جمعية الشباب والتكنولوجيا